خرج معه من الكوفة ثلاثة آلاف فارس فقال عبيد الله فأنا أبعث إلى كل ألف ألفين ودعا ربيعة بن المخارق الغنوي وعبد الله بن حملة الخثعمي فبعثهما في ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف وبعث ربيعة بن المخارق أولا ثم مكث يوما ثم بعث خلفه عبد الله بن حملة ثم كتب إليهما أيكما سبق فهو أمير على صاحبه وإن انتهيتما جميعا فأكبر كما سنا أمير على صاحبه والجماعة قال فسبق ربيعة بن المخارق فنزل بيزيد ابن أنس وهو ببنات تلى فخرج إليه يزيد بن أنس وهو مريض مضنى (قال أبو مخنف) فحدثني أبو الصلت عن أبي سعيد الصيقل قال خرج علينا يزيد بن أنس وهو مريض على حمار يمشى معه الرجال يمسكونه عن يمينه وعن شماله بفخذيه وعضديه وجنبيه فجعل يقف على الأرباع ربع ربع ويقول يا شرطة الله اصبروا تؤجروا وصابروا عدوكم تظفروا وقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا إن هلكت فأميركم ورقاء بن عازب الأسدي فإن هلك فأميركم عبد الله بن ضمرة العذري فإن هلك فأميركم سعر بن أبي سعر الحنفي قال وأنا والله فيمن يمشى معه ويمسك بعضده ويده وإني لأعرف في وجهه أن الموت قد نزل به قال فجعل يزيد بن أنس عبد الله ابن ضمرة العذري على ميمنته وسعر بن أبي سعر على ميسرته وجعل ورقاء بن عازب الأسدي على الخيل ونزل هو فوضع بين الرجال على السرير ثم قال لهم ابرزوا لهم بالعراء وقدموني في الرجال ثم إن شئتم فقاتلوا عن أميركم وإن شئتم ففروا عنه قال فأخرجناه في ذي الحجة يوم عرفة سنة 66 فأخذنا نمسك أحيانا بظهره فيقول اصنعوا كذا اصنعوا كذا وافعلوا كذا فيأمر بأمره ثم لا يكون بأسرع من أن يغلبه الوجع فيوضع هنيهة ويقتتل الناس وذلك عند شفق الصبح قبل شروق الشمس قال فحملت ميسرتهم على ميمنتنا فاشتد قتالهم وتحمل ميسرتنا على ميمنتهم فتهزمها ويحمل ورقاء بن عازب الأسدي في الخيل فهزمهم فلم يرتفع الضحى حتى هزمناهم وحوينا عسكرهم (قال أبو مخنف) وحدثني موسى بن عامر العدوي قال انتهينا إلى ربيعة بن المخارق صاحبهم وقد انهزم عنه أصحابه وهو نازل ينادى يا أولياء الحق ويا أهل السمع والطاعة إلى أنا ابن المخارق قال
(٥١٥)