قليل عددها خبيث دينها ضالة مضلة اخرجوا إليهم فامنعوا منهم حريمكم وقاتلوهم عن مصركم وامنعوا منهم فيئكم وإلا والله ليشاركنكم في فيئكم من لا حق له فيه والله لقد بلغني أن فيهم خمسمائة رجل من محرريكم عليهم أمير منهم وإنما ذهاب عزكم وسلطانكم وتغير دينكم حين يكثرون ثم نزل قال ومنعهم يزيد بن الحارث أن يدخلوا الكوفة قال ومضى المختار من السبخة حتى ظهر على الجبانة ثم ارتفع إلى البيوت بيوت مزينة وأحمس وبارق فنزل عند مسجدهم وبيوتهم وبيوتهم شاذة منفردة من بيوت أهل الكوفة فاستقبلوه بالماء فسقى أصحابه وأبى المختار أن يشرب قال فظن أصحابه أنه صائم وقال أحمر بن هديج من همدان لابن كامل أترى الأمير صائما فقال له نعم هو صائم فقال له فلو أنه كان في هذا اليوم مفطرا كان أقوى له فقال له إنه معصوم وهو أعلم بما يصنع فقال له صدقت أستغفر الله وقال المختار نعم مكان المقاتل هذا فقال له إبراهيم بن الأشتر قد هزمهم الله وفلهم وأدخل الرعب قلوبهم وتنزل ههنا سربنا فوالله ما دون القصر أحد يمنع ولا يمتنع كبير امتناع فقال المختار ليقم ههنا كل شيخ ضعيف وذي علة وضعوا ما كان لكم من ثقل ومتاع بهذا الموضع حتى تسيروا إلى عدونا ففعلوا فاستخلف المختار عليهم أبا عثمان النهدي وقدم إبراهيم بن الأشتر أمامه وعبى أصحابه على الحال التي كانوا عليها في السبخة قال وبعث عبد الله بن مطيع عمرو بن الحجاج في ألفى رجل فخرج عليهم من سكة الثوريين فبعث المختار إلى إبراهيم أن اطوه ولا تقم عليه فطواه إبراهيم ودعا المختار يزيد بن أنس فأمره أن يصمد لعمرو بن الحجاج فمضى نحوه وذهب المختار في أثر إبراهيم فمضوا جميعا حتى إذا انتهى المختار إلى موضع مصلى خالد بن عبد الله وقف وأمر إبراهيم أن يمضى على وجهه حتى يدخل الكوفة من قبل الكناسة فمضى فخرج إليه من سكة ابن محرز وأقبل شمر بن ذي الجوشن في ألفين فسرح المختار إليه سعيد بن منقذ الهمداني فواقعه وبعث إلى إبراهيم أن اطوه وامض على وجهك فمضى حتى انتهى إلى سكة شبث وإذا نوفل بن مساحق ابن عبد الله بن مخرمة في نحو من ألفين أو قال خمسة آلاف وهو الصحيح وقد أمر ابن مطيع سويد بن عبد الرحمن فنادى في الناس أن الحقوا بابن مساحق قال واستخلف
(٥٠٥)