لقينا منهم ضربا طلحفا * وطعنا صائبا حتى انثنينا نصرت على عدوك كل يوم * بكل كتيبة تنعى حسينا كنصر محمد في يوم بدر * ويوم الشعب إذ لاقي حنينا فاسجح إذ ملكت فلو ملكنا * لجرنا في الحكومة واعتدينا تقبل توبة منى فإني * سأشكر إن جعلت النقد دينا قال فلما انتهى إلى المختار قال له أصلحك الله أيها الأمير سراقة بن مرداس يحلف بالله الذي لا إله إلا هو لقد رأى الملائكة تقاتل على الخيول البلق بين السماء والأرض فقال له المختار فاصعد المنبر فأعلم ذلك المسلمين فصعد فأخبرهم بذلك ثم نزل فخلا به المختار فقال إني قد علمت أنك لم تر الملائكة وإنما أردت ما قد عرفت أن لا أقتلك فاذهب عنى حيث أحببت لا تفسد على أصحابي (قال أبو مخنف) فحدثني الحجاج بن علي البارقي عن سراقة بن مرداس قال ما كنت في أيمان حلفت بها فط أشد اجتهادا ولا مبالغة في الكذب منى في أيماني هذه التي حلفت لهم بها أنى قد رأيت الملائكة معهم تقاتل فخلوا سبيله فهرب فلحق بعبد الرحمن بن مخنف عند المصعب بن الزبير بالبصرة وخرج أشراف أهل الكوفة والوجوه فلحقوا بمصعب بن الزبير بالبصرة وخرج سراقة بن مرداس من الكوفة وهو يقول ألا أبلغ أبا إسحاق أنى * رأيت البلق دهما مصمتات كفرت بوحيكم وجعلت نذرا * على قتالكم حتى الممات أرى عيني ما لم تبصراه * كلانا عالم بالترهات إذا قالوا أقول لهم كذبتم * وإن خرجوا لبست لهم أداتى * حدثني أبو السائب سلم بن جنادة قال حدثنا محمد بن براد من ولد أبى موسى الأشعري عن شيخ قال لما أسر سراقة البارقي قال وأنتم أسرتموني ما أسرني إلا قوم على دواب بلق عليهم ثياب بيض قال فقال المختار أولئك الملائكة فأطلقه فقال ألا أبلغ أبا إسحاق أنى * رأيت البلق دهما مصمتات
(٥٢٧)