أن جعل للموالي من الفئ نصيبا فقال لهم شبث دعوني حتى ألقاه فذهب فلقيه فلم يدع شيئا مما أنكره أصحاب إلا وقد ذاكره إياه فأخذ لا يذكر خصلة الا قال له المختار أرضيهم في هذه الخصلة وآتى كل شئ أحبوا قال فذكر المماليك قال فأنا أرد عليهم عبيدهم فذكر له الموالى فقال عمدت إلى موالينا وهم في أفاءه الله علينا وهذه البلاد جميعا فأعتقنا رقابهم نأمل الاجر في ذلك والثواب والشكر فلم ترض لهم بذلك حتى جعلتهم شركاءنا في فيئنا فقال لهم المختار إن أنا تركت لكم مواليكم وجعلت فيأكم فيكم أتقاتلون معي بنى أمية وابن الزبير وتعطون على الوفاء بذلك عهد الله وميثاقه وما أطمئن إليه من الايمان فقال شبث ما أدرى حتى أخرج إلى أصحابي فأذاكرهم ذلك فخرج فلم يرجع إلى المختار قال وأجمع رأى أشراف أهل الكوفة على قتال المختار (قال أبو مخنف) فحدثني قدامة بن حوشب قال جاء شبث ابن ربعي وشمر بن ذي الجوشن ومحمد بن الأشعث وعبد الرحمن بن سعيد بن قيس حتى دخلوا على كعب بن أبي كعب الخثعمي فتكلم شبث فحمد الله وأثنى عليه ثم أخبره باجتماع رأيهم على قتال المختار وسأله أن يجيبهم إلى ذلك وقال فيما يعتب المختار إنه تأمر علينا بغير رضى منا وزعم أن ابن الحنفية بعثه إلينا وقد علمنا أن ابن الحنفية لم يفعل وأطعم موالينا فيئنا وأخذ عبيدنا فحرب بهم يتامانا وأراملنا وأظهر هو وسبايته البراءة من أسلافنا الصالحين قال فرحب بهم كعب بن أبي كعب وأجابهم إلى ما دعوه إليه (قال أبو مخنف) فحدثني أبى يحيى بن سعيد أن أشراف أهل الكوفة قد كانوا دخلوا على عبد الرحمن بن مخنف فدعوه إلى أن يجيبهم إلى قتال المختار فقال لهم يا هؤلاء إنكم إن أبيتم الا أن تخرجوا لم أخذلكم وإن أنتم أطعتموني لم تخرجوا فقالوا لم قال لانى أخاف أن تتفرقوا وتختلفوا وتتخاذلوا ومع الرجل والله شجعاؤكم وفرسانكم من أنفسكم أليس معه فلان وفلان ثم معه عبدكم ومواليكم وكلمة هؤلاء واحدة وعبيدكم ومواليكم أشد حنقا عليكم من عدوكم فهو مقاتلكم بشجاعة العرب وعداوة العجم وإن انتظرتموه قليلا كفيتموه بقدوم أهل الشأم أو بمجئ أهل البصرة فتكونوا قد كفيتموه
(٥١٨)