ابن أنس إن هلكت فأميركم ورقاء بن عازب الأسدي فما أمسى حتى مات فصلى عليه ورقاء بن عازب ودفنه فلما رأى ذلك أصحابه أسقط في أيديهم وكسر موته قلوب أصحابه وأخذوا في دفنه فقال لهم ورقاء يا قوم ماذا ترون إنه قد بلغني أن عبيد الله بن زياد قد أقبل إلينا في ثمانين ألفا من أهل الشأم فأخذوا يتسللون ويرجعون ثم إن ورقاء دعا رؤوس الأرباع وفرسان أصحابه فقال لهم يا هؤلاء ماذا ترون فيما أخبرتكم إنما أن رجل منكم ولست بأفضلكم رأيا فأشيروا على فان ابن زياد قد جاءكم في جند أهل الشأم الأعظم وبجلتهم وفرسانهم وأشرافهم ولا أرى لنا ولكم بهم طاقة على هذه الحال وقد هلك يزيد بن أنس أميرنا وتفرقت عنا طائفة منا فلو انصرفنا اليوم من تلقاء أنفسنا قبل أن نلقاهم وقبل أن نبلغهم فيعلموا أنا إنما ردنا عنهم هلاك صاحبنا فلا يزالوا لنا هائبين لقتلنا منهم أميرهم ولانا إنما نعتل لانصرافنا يموت صاحبنا وأنا إن لقيناهم اليوم كنا مخاطرين فإن هزمنا اليوم لم تنفعنا هزيمتنا إياهم من قبل اليوم قالوا فإنك نعما رأيت انصرف رحمك الله فانصرف فبلغ منصرفهم ذلك المختار وأهل الكوفة فأوجف الناس ولم يعلموا كيف كان الامر أن يزيد بن أنس هلك وأن الناس هزموا فبعث إلى المختار عامله على المدائن عينا له من أنباط السواد فأخبره الخبر فدعا المختار إبراهيم بن الأشتر فعقد له على سبعة آلاف رجل ثم قال له سر حتى إذا أنت لقيت جيش ابن أنس فارددهم معك ثم سر حتى تلقى عدوك فتناجزهم فخرج إبراهيم فوضع عسكره بحمام أعين (قال أبو مخنف) فحدثني أبو زهير النضر بن صالح قال لما ما ت يزيد بن أنس التقى أشراف الناس بالكوفة فأرجفوا بالمختار وقالوا قتل يزيد بن أنس ولم يصدقوا أنه مات وأخذوا يقولون والله لقد تأمر علينا هذا الرجل بغير رضى منا ولقد أدنى موالينا فحملهم على الدواب وأعطاهم وأطعمهم فيئنا ولقد عصتنا عبيدنا فحرب بذلك أيتامنا وأراملنا فاتعدوا منزل شبث بن ربعي وقالوا نجتمع في منزل شيخنا وكان شبث جاهليا اسلاميا فاجتمعوا فأتوا منزله فصلى بأصحابه ثم تذاكروا هذا النحو من الحديث قال ولم يكن فيما أحدث المختار عليهم شئ هو أعظم من
(٥١٧)