إليهم المختار أن ابعثوا إليه من قبلكم وفدا وأبعث إليه من قبلي وفدا ثم انظروا في ذلك حتى تتبينوه وهو يريد أن يريثهم بهذه المقالة ليقدم عليه إبراهيم بن الأشتر وقد أمر أصحابه فكفوا أيديهم وقد أخذ أهل الكوفة عليهم بأفواه السكك فليس شئ يصل إلى المختار ولا إلى أصحابه من الماء إلا القيل الوتح يجيئهم إذا غفلوا عنه قال وخرج عبد الله بن سبيع في الميدان فقاتله شاكر قتالا شديدا فجاءه عقبة بن طارق الجشمي فقاتل معه ساعة حتى رد عاديتهم عنه ثم أقبلا على حاميتهما يسيران حتى نزل عقبة بن طارق مع قيس في جبانة بنى سلول وجاء عبد الله بن سييع حتى نزل مع أهل اليمن في جبانة السبيع (قال أبو مخنف) حدثني يونس بن أبي إسحاق أن شمر بن ذي الجوشن أتى أهل اليمن فقال لهم إن اجتمعتم في مكان نجعل فيه مجنبتين ونقاتل من وجه واحد فأنا صاحبكم وإلا فلا والله لا أقاتل في مثل هذا المكان في سكك ضيقة ونقاتل من غير وجه فانصرف إلى جماعة قومه في جبانة بنى سلول قال ولما خرج رسول المختار إلى ابن الأشتر بلغه من يومه عشية فنادى في الناس أن ارجعوا إلى الكوفة فسار بقية عشيته تلك ثم نزل حين أمسى فتعشى أصحابه وأراحوا الدواب شيئا كلا شئ ثم نادى في الناس فسار ليلته كلها ثم صلى الغداة بسورا ثم سار من يومه فصلى العصر على باب الجسر من الغد ثم إنه جاء حتى بات ليلة في المسجد ومعه من أصحابه أهل القوة والجلد حتى إذا كان صبيحة اليوم الثالث من مخرجهم على المختار خرج المختار إلى المنبر فصعده (قال أبو مخنف) فحدثني أبو جناب الكلبي إن شبث بن ربعي بعث إليه ابنه عبد المؤمن فقال له انما نحن عشيرتك وكف يمينك لا والله لا نقاتلك فثق بذلك منا وكان رأيه قتاله ولكنه كاده ولما أن اجتمع أهل اليمن بجبانة السبيع حضرت الصلاة فكره كل رأس من رؤس أهل اليمن أن يتقدمه صاحبه فقال لهم عبد الرحمن بن مخنف هذا أول الاختلاف قدموا الرضى فيكم فان في عشيرتكم سيد قراء أهل المصر فليصل بكم رفاعة بن شداد الفتياني من بجيلة ففعلوا فلم يزل يصلى بهم حتى كانت الوقعة (قال أبو مخنف) وحدثني وازع
(٥٢٠)