تاريخ الطبري - الطبري - ج ٣ - الصفحة ٣٤٨
فتملقه صاحب الرحى حتى إذا غفا قام إليه بفأس له فضرب بها هامته فقتله واحتز رأسه وأخذ ما كان عليه من ثياب ومنطقة وألقى جيفته في النهر الذي كان تدور بمائه رحاه وبقر بطنه وأدخل فيه أصولا من أصول طرفاء كانت نابتة في ذلك النهر لتحبس جثته في الموضع الذي ألقاها فيه فلا يسفل فيعرف ويطلب قاتله وما أخذ من سلبه وهرب على وجهه وبلغ قتل يزدجرد رجلا من أهل الأهواز كان مطرانا على مرو يقال له ايلياء فجمع من كان قبله من النصارى وقال لهم إن ملك الفرس قد قتل وهو ابن شهريار بن كسرى وإنما شهريار ولد شيرين المؤمنة التي قد عرفتم حقها وإحسانها إلى أهل ملتها من غير وجه ولهذا الملك عنصر في النصرانية مع ما نال النصارى في ملك جده كسرى من الشرف وقبل ذلك في مملكة ملوك من أسلافه من الخير حتى بنى لهم بعض البيع وسدد لهم بعض ملتهم فينبغي لنا أن نحزن لقتل هذا الملك من كرامته بقدر إحسان أسلافه وجدته شيرين كان إلى النصارى وقد رأيت أن أبني له ناووسا وأحمل جثته في كرامة حتى أواريها فيه فقال النصارى أمرنا لأمرك أيها المطران تبع ونحن لك على رأيك هذا مواطئون فأمر المطران فبنى في جوف بستان المطارنة بمرو ناووسا ومضى بنفسه ومعه نصارى مرو حتى استخرج جثة يزدجرد من النهر وكفنها وجعلها في تابوت وحمله من كان معه من النصارى على عواتقهم حتى أتوا به الناووس الذي أمر ببنائه له وواروه فيه وردموا بابه فكان ملك يزدجرد عشرين سنة منها أربع سنين في دعة وستة عشر سنة في تعب من محاربة العرب إياه وغلظتهم عليه وكان آخر ملك ملك من آل أردشير بن بابك وصفا الملك بعده للعرب (وفي هذه السنة) أعني سنة 31 شخص عبد الله بن عامر إلى خراسان ففتح أبرشهر وطوس وبيوردونسا حتى بلغ سرخس وصالح فيها أهل مرو ذكر الخبر عن ذلك ذكر أن ابن عامر لما فتح فارس قام إليه أوس بن حبيب التميمي فقال أصلح الله الأمير ان الأرض بين يديك ولم تفتتح من ذلك إلا القليل فسر فإن الله ناصرك قال أولم نأمر بالمسير وكره أن يظهر أنه قبل رأيه فذكر علي بن محمد أن مسلمة بن محارب
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»
الفهرست