عن الباقية فآثروا ما يبقى على ما يفنى فان الدنيا منقطعة وإن المصير إلى الله اتقوا الله عز وجل فإن تقواه جنة من بأسه ووسيلة عنده واحذروا من الله الغير والزموا جماعتكم لا تصيروا أحزابا * واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) إلى آخر القصة ذكر الخبر عمن كان يصلى بالناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حصر عثمان قال محمد بن عمر حدثني ربيعة بن عثمان جاء المؤذن سعد القرظ إلى علي بن أبي طالب في ذلك اليوم فقال من يصلي بالناس فقال علي ناد خالد بن زيد فنادى خالد بن زيد فصلى بالناس فإنه لأول يوم عرف أن أبا أيوب خالد بن زيد فكان يصلى بهم أياما ثم صلى علي بعد ذلك بالناس * قال محمد وحدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال جاء المؤذن إلى عثمان فآذنه بالصلاة فقال لا أنزل أصلى اذهب إلى من يصلى فجاء المؤذن إلى علي فأمر سهل بن حنيف فصلى اليوم الذي حصر فيه عثمان الحصر الآخر وهو ليلة رؤى هلال ذي الحجة فصلى بهم حتى إذا كان يوم العيد صلى علي العيد ثم صلى بهم حتى قتل رضي الله عنه قال وحدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال لما حصر عثمان صلى بالناس أبو أيوب أياما ثم صلى بهم علي الجمعة والعيد حتى قتل رضي الله عنه ذكر ما رثى به من الاشعار وتقاول الشعراء بعد مقتله فيه فيمن مادح وهاج ومن نائح باك ومن سار فرح فكان ممن يمدحه حسان بن ثابت وكعب بن مالك الأنصاريان وتميم بن أبي بن مقبل في آخرين غيرهم مما مدحه به وبكاه حسان وهجا به قاتله أتركتم غزو الدروب وراءكم * وغزوتمونا عند قبر محمد فلبئس هدى المسلمين هديتم * ولبئس أمر الفاجر المتعمد إن تقدموا نجعل قرى سرواتكم * حول المدينة كل لين مذود أو تدبروا فلبئس ما سافرتم * ولمثل أمر أميركم لم يرشد
(٤٤٧)