يوم عماس (كتب إلي السري) ابن يحيى عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وزياد بإسنادهم وابن مخراق عن رجل من طيئ قالوا فأصبحوا من اليوم الثالث وهم على مواقفهم وأصبحت الأعاجم على مواقفهم وأصبح ما بين الناس كالرجلة الحمراء يعنى الحرة سيل في عرض ما بين الصفين وقد قتل من المسلمين ألفان من رثيث وميت ومن المشركين عشرة آلاف من رثيث وميت وقال سعد من شاء غسل الشهداء ومن شاء فليدفنهم بدمائهم وأقبل المسلمون على قتلاهم فأحرزوهم فجعلوهم من وراء ظهورهم وأقبل الذين يجمعون القتلى يحملونهم إلى المقابر ويبلغون الرثيت إلى النساء وحاجب بن زيد على الشهداء وكان النساء والصبيان يحفرون القبور في اليومين يوم أغواث ويوم ارماث بعدوتي مشرق فدفن ألفان وخمسمائة من أهل القادسية وأهل الأيام فمر حاجب وبعض أهل الشهادة وولاة الشهداء في أصل نخلة بين القادسية والعذيب وليس بينهما يومئذ نخلة غيرها فكان الرثيث إذا حملوا فانتهى بهم إليها وأحدهم يعقل سألهم أن يقفوا به تحتها يستروح إلى ظلها ورجل من الجرحى يدعى بجيرا يقول وهو مستظل بظلها ألا يا اسلمى يا نخلة بين قادس * وبين العذيب لا يجاورك النخل ورجل من بني ضبة أو من بني ثور يدعى غيلان يقول:
ألا يا اسلمى يا نخلة بين جرعة * يجاورك الجمان دونك والرغل ورجل من بني تيم الله يقال له ربعي يقول:
أيا نخلة الجرعاء يا جرعت العدى * سقتك الغوادي والغيوث الهواطل وقال الأعور بن قطبة:
أيا نخلة الركبان لا زلت فانضري * ولا زال في أكناف جرعائك النخل وقال عوف بن مالك التميمي ويقال التيمي تيم الرباب:
أيا نخلة دون العذيب بتلعة * سقيت الغوادي المدجنات من النخل