الشمس من نسر مر بما حول المدينة معه شئ متعلقه فتأمله الناس فوقع فإذا كف فيها خاتم نقشه عبد الرحمن بن عتاب وجفل من بين مكة والمدينة من أهل البصرة من قرب من البصرة أو بعد وقد علموا بالوقعة مما ينقل إليهم النسور من الأيدي والاقدام تجهيز علي عليه السلام عائشة رضي الله عنها من البصرة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا وجهز علي عائشة بكل شئ ينبغي لها من مركب أو زاد أو متاع وأخرج معها كل من نجا ممن خرج معها إلا من أحب المقام واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات وقال تجهز يا محمد فبلغها فلما كان اليوم الذي ترتحل فيه جاءها حتى وقف لها وحضر الناس فخرجت على الناس وودعوها وودعتهم وقالت يا بني تعتب بعضنا على بعض استبطاء واستزادة فلا يعتدن أحد منكم على أحد بشئ بلغه من ذلك إنه والله ما كان بيني وبين علي في القديم الا ما يكون بين المرأة وأحمائها وإنه عندي على معتبتي من الأخيار وقال علي يا أيها الناس صدقت والله وبرت ما كان بيني وبينها الا ذلك وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وخرجت يوم السبت لغرة رجب سنة 36 وشيعها علي أميالا وسرح بنيه معها يوما ما روى من كثرة القتلى يوم الجمل * حدثني عمر بن شبة قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا محمد بن الفضل بن عطية الخراساني عن سعيد القطعي قال كنا نتحدث أن قتلى الجمل يزيدون على ستة آلاف * حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال حدثني أبي قال حدثنا سليمان بن صالح قال حدثني عبد الله عن جرير بن حازم قال حدثني الزبير بن الحريث عن أبي لبيد لمازة بن زياد قال قلت له لم تسب عليا قال ألا أسب رجلا قتل منا ألفين وخمسمائة والشمس هاهنا قال جرير بن حازم وسمعت ابن أبي يعقوب يقول قتل علي بن أبي طالب يوم الجمل ألفين وخمسمائة ألف وثلثمائة وخمسون من الأزد وثمانمائة من بني ضبة وثلثمائة وخمسون من سائر الناس * وحدثني أبي عن سليمان عن عبد الله عن جرير قال
(٥٤٧)