أن سمعت غوغاء شديدة فقالت ما هذا فقالوا ضجة العسكر قالت بخير أو بشر قالوا بشر قالت فأي الفريقين كانت منهم هذه الضجة فهم المهزومون وهي واقفة فوالله ما فجئها إلا الهزيمة فمضى الزبير من سننه في وجهه فسلك وادي السباع وجاء طلحة سهم غرب يخل ركبته بصفحة الفرس فلما امتلا موزجه دما وثقل قال لغلامه اردفني وامسكني وابغني مكانا أنزل فيه فدخل البصرة وهو يتمثل مثله ومثل الزبير فإن تكن الحوادث أقصدتني * وأخطأهن سهمي حين أرمى فقد ضعيت حين تبعت سهما * سفاها ما سفهت وضل حلمي ندمت ندامة الكسعي لما * شريت رضى بني سهم برغمي أطعتهم بفرقة آل لأي * فألقوا للسباع دمي ولحمي خبر وقعة الجمل من رواية أخرى (قال أبو جعفر) وأما غير سيف فإنه ذكر من خبر هذه الوقعة وأمر الزبير وانصرافه عن الموقف الذي كان فيه ذلك اليوم غير الذي ذكر سيف عن صاحبيه والذي ذكر من ذلك بعضهم ما حدثنيه أحمد بن زهير قال حدثنا أبي أبو خيثمة قال حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال سمعت أبي قال سمعت يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري في قصة ذكرها من خبر علي وطلحة والزبير وعائشة في مسيرهم الذي نحن في ذكره في هذا الموضع قال وبلغ الخبر عليا يعني خبر السبعين الذين قتلوا مع العبدي بالبصرة فأقبل يعني عليا في اثني عشر ألفا فقدم البصرة وجعل يقول يا لهف نفسي على ربيعه * ربيعة السامعة المطيعة * سنتها كانت بها الوقيعة فلما تواقفوا خرج علي على فرسه فدعا الزبير فتواقفا فقال علي للزبير ما جاء بك قال أنت ولا أراك لهذا الامر أهلا ولا أولى به منا فقال علي لست له أهلا بعد عثمان رضي الله عنه قد كنا نعدك من بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء ففرق بيننا وبينك وعظم عليه أشياء فذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر عليهما فقال لعلي ما يقول ابن عمتك ليقاتلنك وهو لك ظالم فانصرف عنه الزبير وقال فاني لا أقاتلك فرجع إلى ابنه عبد الله فقال مالي في هذا الحرب بصيرة فقال له ابنه إنك
(٥١٩)