فأتاه فنادى آمنوني فإني رسول فأومن فجاء حتى انتهى إلى أبي الأعور * قال أبو مخنف فحدثني النضر بن صالح أبو زهير العبسي قال حدثني سنان قال فدنوت منه فقلت إن الأشتر يدعوك إلى مبارزته قال فسكت عني طويلا ثم قال إن خفة الأشتر وسوء رأيه هو حمله على إجلاء عمال ابن عفان رضي الله عنه من العراق وانتزائه عليه يقبح محاسنه ومن خفة الأشتر وسوء رأيه أن سار إلى ابن عفان رضي الله عنه في داره وقراره حتى قتله فيمن قتله فأصبح متبعا بدمه ألا لا حاجة لي في مبارزته قال قلت إنك قد تكلمت فاسمع حتى أجيبك فقال لا لا حاجة لي في الاستماع منك ولا في جوابك اذهب عني فصاح بي أصحابه فانصرفت عنه ولو سمع إلي لأخبرته بعذر صاحبي ولحجته فرجعت إلى الأشتر فأخبرته أنه قد أبى المبارزة فقال لنفسه نظر فواقفناهم حتى حجز الليل بيننا وبينهم وبتنا متحارسين فلما أصبحنا نظرنا فإذا القوم قد انصرفوا من تحت ليلتهم ويصبحنا علي بن أبي طالب غدوة فقدم الأشتر فيمن كان معه في تلك المقدمة حتى انتهى إلى معاوية فواقفه وجاء علي في أثره فلحق بالأشتر سريعا فوقف وتواقفوا طويلا ثم إن عليا طلب موضعا لعسكره فلما وجده أمر الناس فوضعوا الأثقال فلما فعلوا ذهب شباب الناس وغلمتهم يستقون فمنعهم أهل الشأم فاقتتل الناس على الماء وقد كان الأشتر قال له قبل ذلك إن القوم قد سبقوا إلى الشريعة وإلى سهولة الأرض وسعة المنزل فان رأيت سرنا نجوزهم إلى القرية التي خرجوا منها فإنهم يشخصون في أثرنا فإذا هم لحقونا نزلنا فكنا نحن وهم على السواء فسكره ذلك علي وقال ليس كل الناس يقوى على المسير فنزل بهم القتال على الماء قال أبو مخنف وحدثني تميم بن الحارث الأزدي عن جندب بن عبد الله قال إنا لما انتهينا إلى معاوية وجدناه قد عسكر في موضع سهل أفيح قد اختاره قبل قدومنا إلى جانب شريعة في الفرات ليس في ذلك الصقع شريعة غيرها وجعلها في حيزه وبعث عليها أبا الأعور يمنعها ويحميها فارتفعنا على الفرات رجاء أن نجد شريعة غيرها نستغني بها عن شريعتهم فلم نجدها فأتينا عليا فأخبرناه بعطش الناس وأنا لا نجد غير شريعة القوم قال فقاتلوهم عليها فجاءه الأشعث بن قيس الكندي فقال أنا أسير إليهم فقال له علي فسر إليهم فسار وسرنا معه حتى إذا دنونا من الماء
(٥٦٦)