قتلنا رستما وبنيه قسرا * تثير الخيل فوقهم الهيالا تركنا منهم حيث التقينا * قياما ما يريدون ارتحالا وفر البيرزان ولم يحامى * وكان على كتييته وبالا ونجى الهرمزان حذار نفس * وركض الخيل موصلة عجالا وقال أيضا لقد علمت بنو أسد بأنا * أولوا الأحلام إن ذكروا الحلوما وأنا النازلون بكل ثغر * ولو لم نلفه إلا هشيما ترى فينا الجياد مسومات * مع الابطال يعلكن الشكيما ترى فينا الجياد مجلحات * تنهنه عن فوارسها الخصوما بجمع مثل سلم مكفهر * تشبههم إذا اجتمعوا قروما بمثلهم تلاقى يوم هيج * إذا لاقيت بأسا أو خصوما نفينا فارسا عما أرادت * وكانت لا تحاول أن تريما يوم أغواث (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا وكان سعد قد تزوج سلمى بنت خصفة امرأة المثنى بن حارثة قبله بشراف فنزل بها القادسية فلما كان يوم أرماث وجال الناس وكان لا يطيق جلسة إلا مستوفزا أو على بطنه جعل سعد يتململ ويحول جزعا فوق القصر فلما رأت ما يصنع أهل فارس قالت وا مثنياه ولا مثنى للخيل اليوم هي عند رجل قد أضجره ما يرى من أصحابه وفي نفسه فلطم وجهها وقال أين المثنى من هذه الكتيبة التي تدور عليها الرحى يعني أسدا وعاصما وخيله فقالت أغيرة وجبنا قال والله لا يعذرني اليوم أحد إذا أنت لم تعذريني وأنت ترين ما بي والناس أحق ألا يعذروني فتعلقها الناس فلما ظهر الناس لم يبق شاعرا إلا اعتد بها عليه وكان غير جبان ولا ملوم ولما أصبح القوم من الغد أصبحوا على تعبية وقد وكل سعد رجالا بنقل الشهداء إلى العذيب ونقل الرثيث فأما الرثيث فأسلموا إلى النساء يقمن عليهم إلى قضاء الله عز وجل عليهم وأما الشهداء فدفنوهم
(٥١)