ما تحب ولست أدرى ما يكون فان رأيت أكرمك الله يا أمير المؤمنين أن تبعثني في أثرهم فان أهل المصر أحسن شئ لي طاعة وإن قدمت عليهم رجوت أن لا يخالفني منهم أحد فقال له علي الحق بهم فأقبل الأشتر حتى دخل الكوفة وقد اجتمع الناس في المسجد الأعظم فجعل لا يمر بقبيلة يرى فيها جماعة في مجلس أو مسجد إلا دعاهم ويقول اتبعوني إلى القصر فانتهى إلى القصر في جماعة من الناس فاقتحم القصر فدخله وأبو موسى قائم في المسجد يخطب الناس ويثبطهم يقول أيها الناس إن هذه فتنة عمياء صماء تطأ خطامها النائم فيها خير من القاعد والقاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي والساعي فيها خير من الراكب إنها فتنة باقرة كداء البطن أتتكم من قبل مأمنكم تدع الحليم فيها حيران كابن أمس إنا معاشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اعلم بالفتنة إنها إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت أسفرت وعمار يخاطبه والحسن يقول له اعتزل عملنا لا أم لك وتنح عن منبرنا وقال له عمار أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبوسى هذه يدي بما قلت فقال له عمار إنما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خاصة فقال أنت فيها قاعدا خير منك قائما ثم قال عمار غلب الله من غالبه وجاحده * قال نصر بن مزاحم حدثنا عمر بن سعيد قال حدثني رجل عن نعيم عن أبي مريم الثقفي قال والله إني لفي المسجد يومئذ وعمار يخاطب أبا موسى ويقول له ذلك القول إذ خرج علينا غلمان لأبي موسى يشتدون ينادون يا أبا موسى هذا الأشتر قد دخل القصر فضربنا وأخرجنا فنزل أبو موسى فدخل القصر فصاح به الأشتر اخرج من قصرنا لا أم لك أخرج الله نفسك فوالله إنك لمن المنافقين قديما قال أجلني هذه العشية فقال هي لك ولا تبيتن في القصر الليلة ودخل الناس ينتهبون متاع أبي موسى فمنعهم الأشتر وأخرجهم من القصر وقال إني قد أخرجته فكف الناس عنه نزول أمير المؤمنين ذا قار (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عمرو عن الشعبي قال لما
(٥٠١)