ضرب بنيك اليوم يا أمه قالت من أنت قال أنا ابنك البار عمار قالت لست لك بأم قال بلى وإن كرهت قالت فخرتم ان ظفرتم وأتيتم مثل ما نقمتم هيهات والله لن يظفر من كان هذا دأبه وأبرزوها بهودجها من القتلى ووضعوها ليس قربها أحد وكأن هودجها فرخ مقضب مما فيه من النبل وجاء أعين بن ضبيعة المجاشعي حتى اطلع في الهودج فقالت إليك لعنك الله فقال والله ما أرى إلا حميراء قالت هتك الله سترك وقطع يدك وأبدى عورتك فقتل بالبصرة وسلب وقطعت يده ورمى به عريانا في خربة من خربات الأزد فانتهى إليها علي فقال إي أمه يغفر الله لنا ولكم قالت غفر الله لنا ولكم (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن الصعب بن حكيم بن شريك عن أبيه عن جده قال انتهى محمد بن أبي بكر ومعه عمار فقطع الأنساع عن الهودج واحتملاه فلما وضعاه أدخل محمد يده وقال أخوك محمد فقالت مذمم قال يا أخية هل أصابك شئ قالت ما أنت من ذاك قال فمن إذا الضلال قالت بل الهداة وانتهى إليها علي فقال كيف أنت يا أمه قالت بخير قال يغفر الله لك قالت ولك (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا ولما كان من آخر الليل خرج محمد بعائشة حتى أدخلها البصرة فأنزلها في دار عبد الله بن خلف الخزاعي على صفية ابنة الحارث بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وهي أم طلحة الطلحات بن عبد الله ابن خلف. وكانت الوقعة يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة 36 في قول الواقدي مقتل الزبير بن العوام رضي الله عنه (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن الوليد بن عبد الله عن أبيه قال لما انهزم الناس يوم الجمل عن طلحة والزبير ومضى الزبير رضي الله عنه حتى مر بعسكر الأحنف فلما رآه وأخبر به قال والله ما هذا انحياز وقال للناس من يأتينا بخبره فقال عمرو بن جرموز لأصحابه أنا فأتبعه فلما لحقه نظر إليه الزبير وكان شديد الغضب قال ما وراءك قال إنما أردت أن أسألك فقال غلام للزبير يدعى
(٥٣٩)