لعل الله عز وجل أن يقبل بقلوبهم ويفرقهم عن ضلالتهم أن شاء الله فقال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين ما أخوفني أن يكون هذا ممالاة لهم منه فمره يا أمير المؤمنين بقتالهم فكتب إليه علي بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فسر إلى القوم الذين ذكرت فان دخلوا فيما دخل فيه المسلمون وإلا فناجزهم إن شاء الله فلما أتى قيس بن سعد الكتاب فقرأه لم يتمالك أن كتب إلى أمير المؤمنين أما بعد يا أمير المؤمنين فقد عجبت لأمرك أتأمرني بقتال قوم كافين عنك مفرغيك لقتال عدوك وإنك متى حاربتهم ساعدوا عليك عدوك فأطعني يا أمير المؤمنين واكفف عنهم فإن الرأي تركهم والسلام فلما أتاه هذا الكتاب قال له عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين ابعث محمد بن أبي بكر على مصر يكفك أمرها واعزل قيسا والله لقد بلغني أن قيسا يقول والله إن سلطانا لا يتم بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء والله ما أحب أن لي ملك الشأم إلى مصر وإني قتلت بن المخلد قال وكان عبد الله بن جعفر أخا محمد بن أبي بكر لامه فبعث علي محمد بن أبي بكر على مصر وعزل عنها قيسا ولاية محمد بن أبي بكر مصر قال هشام عن ابن مخنف فحدثني الحارث بن كعب الوالبي من والبة الأزد عن أبيه أن عليا كتب معه إلى أهل مصر كتابا فلما قدم به على قيس قال له قيس ما بال أمير المؤمنين ما غيره أدخل أحد بيني وبينه قال له لا وهذا السلطان سلطانك قال لا والله لا أقيم معك ساعة واحدة وغضب حين عزله فخرج منها مقبلا إلى المدينة فقدمها فجاء حسان بن ثابت شامتا به وكان حسانا عثمانيا فقال له نزعك علي بن أبي طالب وقد قتلت عثمان فبقى عليك الاثم ولم يحسن لك الشكر فقال له قيس بن سعد يا أعمى القلب والبصر والله لولا أن ألقى بين رهطي ورهطك حربا لضربت عنقك اخرج عني ثم إن قيسا خرج هو وسهل بن حنيف حتى قدما على علي فخبره قيس فصدقه علي ثم إن قيسا وسهلا شهدا مع علي صفين (وأما الزهري) فإنه قال فيما حدثني به عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال حدثني سليمان قال حدثني عبد الله عن يونس عن الزهري أن محمد بن أبي بكر قدم مصر
(٥٥٥)