إن لزمتم جماعتكم سعدتم بذلك دونهم وإن لم تلزموها شقيتم بذلك دونهم ولم تضروا أحدا فجزوه خيرا وأثنوا عليه فقال يا ابن الكواء أي رجل أنا قال بعيد الثرى كثير المرعى طيب البديهة بعيد الغور الغالب عليك الحلم ركن من أركان الاسلام سدت بك فرجة مخوفة قال فأخبرني عن أهل الاحداث من أهل الأمصار فإنك أعقل أصحابك قال كاتبتهم وكاتبوني وأنكروني وعرفتهم فأما أهل الاحداث من أهل المدينة فهم أحرص الأمة على الشر وأعجزه عنه وأما أهل الاحداث من أهل الكوفة فإنهم أنظر الناس في صغير وأركبه لكبير وأما أهل الاحداث من أهل البصرة فإنهم يردون جميعا ويصدرون شتى وأما أهل الاحداث من أهل مصرفهم أوفى الناس بشر وأسرعه ندامة وأما أهل الاحداث من أهل الشأم فأطوع الناس لمرشدهم وأعصاه لمغويهم (وحج) بالناس في هذه السنة عثمان (وزعم) أبو معشر أن فتح قبرس كان في هذه السنة وقد ذكرت من خالفه في ذلك ثم دخلت سنة أربع وثلاثين ذكر ما كان فيها من الاحداث المذكورة فزعم أبو معشر أن غزوة الصواري كانت فيها حدثني بذلك أحمد عمن حدثه عن إسحاق عنه وقد مضى الخبر عن هذه الغزوة وذكر من خالف أبا معشر في وقتها (وفيها) كان رد أهل الكوفة سعيد بن العاص عن الكوفة (وفي هذه السنة) تكاتب المنحرفون عن عثمان بن عفان للاجتماع لمناظرته فيما كانوا يذكرون أنهم نقموا عليه ذكر الخبر عن صفة اجتماعهم لذلك وخبر الجرعة (مما كتب إلي به السري) عن شعيب عن سيف عن المستنير بن يزيد عن قيس بن يزيد النخعي قال لما رجع معاوية المسيرين قالوا إن العراق والشأم ليسا لنا بدار فعليكم بالجزيرة فأتوها اختيارا فغدا عليهم عبد الرحمن بن خالد فسامهم الشدة فضرعوا له وتابعوه وسرح الأشتر إلى عثمان فدعا به وقال اذهب حيث شئت فقال أرجع إلى عبد الرحمن فرجع ووفد سعيد بن العاص إلى عثمان
(٣٧٠)