أصابه وفارقه مراغما إن فاته أمر من أمر الدنيا فصدق عليه وكذب فأفسد كذبه صدقه فإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى النار وكان الحطيئة قد لقيه فأجازه في غزاة بيروذ وكان أبو موسى قد ابتدأ حصارهم وغزاتهم حتى فلهم ثم جازهم ووكل بهم الربيع ثم رجع إليهم بعد الفتح فولى القسم (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن أبي عمر عن الحسن عن أسيد بن المتشمس بن أخي الأحنف ابن قيس قال شهدت مع أبي موسى يوم أصبهان فتح القرى وعليها عبد الله بن ورقاء الرياحي وعبد الله بن ورقاء الأسدي ثم إن أبا موسى صرف إلى الكوفة واستعمل على البصرة عمر بن سراقة المخزومي بدوي ثم إن أبا موسى رد على البصرة فمات عمر وأبو موسى على البصرة على صلاتها وكان عملها مفترقا غير مجموع وكان عمر ربما بعث إليه فأمد به بعض الجنود فيكون مدد بعض الجيوش ذكر خبر سلمة بن قيس الأشجعي والأكراد * حدثني عبد الله بن كثير العبدي قال حدثنا جعفر بن عون قال أخبرنا أبو جناب قال حدثنا أبو المحجل الرديني عن مخلد البكري وعلقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة أن أمير المؤمنين كان إذا اجتمع إليه جيش من أهل الايمان أمر عليهم رجلا من أهل العلم والفقه فاجتمع إليه جيش فبعث عليهم سلمة بن قيس الأشجعي فقال سر باسم الله قاتل في سبيل الله من كفر بالله فإذا لقيتم عدوكم من المشركين فادعوهم إلى ثلاث خصال ادعوهم إلى الاسلام فإن أسلموا فاختاروا دارهم فعليهم في أموالهم الزكاة وليس لهم في فئ المسلمين نصيب وإن اختاروا أن يكونوا معكم فلهم مثل الذي لكم وعليهم مثل الذي عليكم فإن أبوا فادعوهم إلى الخراج فإن أقروا بالخراج فقاتلوا عدوهم من ورائهم وفرغوهم لخراجهم ولا تكلفوهم فوق طاقتهم فإن أبوا فقاتلوهم فإن الله ناصركم عليهم فإن تحصنوا منكم في حصن فسألوكم أن ينزلوا على حكم الله وحكم رسوله فلا تنزلوهم على حكم الله فإنكم لا تدرون ما حكم الله ورسوله فيهم وإن سألوكم أن ينزلوا على ذمة الله وذمة رسوله فلا تعطوهم ذمة الله وذمة رسوله واعطوهم ذمم أنفسكم فإن قاتلوكم فلا تغلوا ولا تغدروا
(٢٦٠)