له يزدجرد بخط يده كتابا هذا كتاب لفرخزاذ إنك قد سلمت يزجرد وأهله وولده وحاشيته وما معه إلى ماهويه دهقان مرو وأشهد عليه بذلك فأقبل نيزك إلى موضع بين المرويين يقال له جليندان فلما أجمع يزدجرد على لقائه والمسير إليه أشار عليه أبو براز أن لا يلقاه في السلاح فيرتاب به وينفر عنه ولكن يلقاه بالمزامير والملاهي ففعل فسار فيمن أشار عليه ماهويه وسمى له وتقاعس عنه أبو براز وكردس نيزك أصحابه كراديس فلما تدانيا استقبله نيزك ماشيا ويزدجرد على فرس له فأمر لنيزك بجنيبة من جنائبه فركبها فلما توسط عسكره توافقا فقال له نيزك فيما يقول زوجني إحدى بناتك وأناصحك وأقاتل معك عدوك فقال له يزدجرد على تجترئ أيها الكلب فعلاه نيزك بمخفقته وصاح يزدجرد غدر الغادر وركض منهزما ووضع أصحاب نيزك سيوفهم فيهم فأكثروا فيهم القتل وانتهى يزدجرد من هزيمته إلى مكان من أرض مرو فنزل عن فرسه ودخل بيت طحان فمكث فيه ثلاثة أيام فقال له الطحان أيها الشقي أخرج فأطعم شيئا فإنك قد جعت منذ ثلاث قال لست أصل إلى ذلك الا بزمزمة وكان رجل من زمازمة مرو اخرج حنطة له ليطحنها فكلمه الطحان أن يزيزم عنده ليأكل ففعل ذلك فلما انصرف سمع أبا براز يذكر يزدجرد فسألهم عن حليته فوصفوه له فأخبرهم أنه رآه في بيت طحان وهو رجل جعد مقرون حسن الثنايا مقرط مسور فوجه إليه عند ذلك رجلا من الأساورة وأمره إن هو ظفر به أن يخنقه بوتر ثم يطرحه في نهر مرو فلقوا الطحان فضربوه ليدل عليه فلم يفعل وجحدهم أن يكون يعرف أين توجه فلما أرادوا الانصراف عنه قال لهم رجل منهم إني أجد ريح المسك ونظر إلى طرف ثوبه من ديباج في الماء فاجتذبه إليه فإذا هو يزدجرد فسأله أن لا يقتله ولا يدل عليه ويجعل له خاتمه وسواره ومنطقته قال الآخر أعطني أربعة دراهم وأخلى عنك قال يزدجرد ويحك خاتمي لك وثمنه لا يحصى فأبى عليه قال يزدجرد قد كنت أخبر أني سأحتاج إلى أربعة دراهم وأضطر إلى أن يكون أكلي أكل الهر فقد عاينت وجاءني بحقيته وانتزع أحد قرطيه فأعطاه الطحان مكافأة له لكتمانه عليه ودنا منه كأنه يكلمه بشئ فوصف له موضعه وأنذر الرجل أصحابه فأتوه فطلب إليهم يزدجرد أن لا يقتلوه
(٣٤٦)