زاد ماله زيد عليه وإن نقص نقص وكذلك كان صلح دمشق والأردن بعضهم على شئ إن أيسروا وإن أعسروا وبعضهم على قدر طاقته وولوا معاملة ماجلا ملوكهم عنه وبعث أبو عبيدة السمط بن الأسود في بني معاوية والأشعث بن مئناس في السكون معه ابن عابس والمقداد في بلى وبلالا وخالدا في الجيش والصباح ابن شتير وذهيل بن عطية وذاشمستان فكانوا في قصبتها وأقام في عسكره وكتب إلى عمر بالفتح وبعث بالأخماس مع عبد الله بن مسعود وقد وفده وأخبره خبر هرقل وأنه عبر الماء إلى الجزيرة فهو بالرهاء ينغمس أحيانا ويطلع أحيانا فقدم ابن مسعود على عمر فرده ثم بعثه بعد ذلك إلى سعد بالكوفة ثم كتب إلى أبي عبيدة أن أقم في مدينتك وادع أهل القوة والجلد من عرب الشأم فانى غير تارك البعثة إليك بمن يكانفك إن شاء الله حديث قنسرين وعن أبي عثمان وجارية قالا وبعث أبو عبيدة بعد فتح حمص خالد بن الوليد إلى قنسرين فلما نزل بالحاضر زحف إليهم الروم وعليهم ميناس وهو رأس الروم وأعظمهم فيهم بعد هرقل فالتقوا بالحاضر فقتل ميناس ومن معه مقتلة لم يقتلوا مثلها فأما الروم فماتوا على دمه حتى لم يبق منهم أحد وأما أهل الحاضر فارسلوا إلى خالد انهم عرب وانهم إنما حشروا ولم يكن من رأيهم حربه فقبل منهم وتركهم ولما بلغ عمر ذلك قال أمر خالد نفسه يرحم الله أبا بكر هو كان أعلم بالرجال مني وقد كان عزله والمثنى مع قيامه وقال اني لم أعزلهما عن ريبة ولكن الناس عظموهما فخشيت أن يوكلوا إليهما فلما كان من أمره وأمر قنسرين ما كان رجع عن رأيه وسار خالد حتى نزل قنسرين فتحصنوا منه فقال إنسكم لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم أو لأنزلكم الله إلينا قال فنظروا في أمرهم وذكروا ما لقى أهل حمص فصالحوه على صلح حمص فأبى إلا على إخراب المدينة فأخر بها واتطأت حمص وقنسرين فعند ذلك خنس هرقل وإنما كان سبب خنوسه أن خالدا حين قتل ميناس ومات الروم على دمه وعقد لأهل الحاضر
(٩٨)