وأن ملكهم هو الذي يبعثهم ولا يزال هذا دأبهم حتى يأذن لنا فالمسيح في بلادهم حتى نزيله عن فارس ونخرجه من مملكته وعز أمته فهنالك ينقطع رجاء أهل فارس ويضربوا جأشا فقال صدقتني والله وشرحت لي الامر عن حقه ونظر في حوائجهم وسرحهم وقدم الكتاب على عمر باجتماع أهل نهاوند وانتهاء أهل مهرجانقذق وأهل كور الأهواز إلى رأي الهرمزان ومشيئته فذلك كان سبب إذن عمر لهم في الانسياح ذكر فتح السوس (اختلف) أهل السير في أمرها فأما المدائني فإنه فيما حدثني عنه أبو زيد قال لما انتهى فل جلولاء إلى يزدجرد وهو بحلوان دعا بخاصته والموبذ فقال إن القوم لا يلقون جمعا إلا فلوه فما ترون فقال الموبذ نرى أن تخرج فتنزل إصطخر فإنها بيت المملكة وتضم إليك خزائنك وتوجه الجنود فأخذ برأيه وسار إلى أصبهان ودعا سياه فوجهه في ثلاثمائة فيهم سبعون رجلا من عظمائهم وأمره أن ينتخب من كل بلدة يمر بها من أحب فمضى سياه وتبعه يزدجرد حتى نزلوا إصطخر وأبو موسى محاصر السوس فوجه سياه إلى السوس والهرمزان إلى تستر فنزل سياه الكلبانية وبلغ أهل السوس أمر جلولاء ونزول يزدجرد إصطخر منهزما فسألوا أبا موسى الأشعري الصلح فصالحهم وسار إلى رامهرمز وسياه بالكلبانية وقد عظم أمر المسلمين عنده فلم يزل مقيما حتى صار أبو موسى إلى تستر فتحول سياه فنزل بين رامهرمز وتستر حتى قدم عمار بن ياسر فدعا سياه الرؤساء الذين كانوا خرجوا معه من أصبهان فقال قد علمتم أنا كنا نتحدث أن هؤلاء القوم أهل الشقاء والبؤس سيغلبون على هذه المملكة وتروث دوابهم في إيوانات إصطخر ومصانع الملوك ويشدون خيولهم بشجرها وقد غلبوا على ما رأيتم وليس يلقون جندا إلا فلوه ولا ينزلون بحصن إلا فتحوه فانظروا لأنفسكم قالوا رأينا رأيك قال فليكفني كل رجل منكم حشمه والمنقطعين إليه فإني أرى أن ندخل في دينهم ووجهوا شيرويه في عشرة من الأساورة إلى أبي موسى يأخذ شروطا على أن يدخلوا في الاسلام
(١٨٥)