الطبري فقال الأشعث يا قوم ازحفوا لهم فزحف لهم في سبعمائة فأزالهم وقتل تركا فقال راجزهم نحن تركنا تركهم في المصطره * مختضبا من بهران الابهره (ليلة القادسية) (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وزياد قالوا وأصبحوا ليلة القادسية وهي صبحة ليلة الهرير وهي تسمى ليلة القادسية من بين تلك الأيام والناس حسرى لم يغمضوا ليلتهم كلها فسار القعقاع في الناس فقال إن الدبرة بعد ساعة لمن بدأ القوم فاصبروا ساعة واحملوا فإن النصر مع الصبر فآثروا الصبر على الجزع فاجتمع إليه جماعة من الرؤساء وصمدوا لرستم حتى خالطوا الذين دونه مع الصبح ولما رأت ذلك القبائل قام فيها رجال فقام قيس بن عبد يغوث والأشعث بن قيس وعمرو بن معديكرب وابن ذي السهمين الخثعمي وابن ذي البردين الهلالي فقالوا لا يكونن هؤلاء أجد في أمر الله منكم ولا يكونن هؤلاء لأهل فارس أجرأ على الموت منكم ولا أسخى أنفسا عن الدنيا تنافسوها فحملوا مما يليهم حتى خالطوا الذين بإزائهم وقام في ربيعة رجال فقالوا أنتم أعلم الناس بفارس وأجراهم عليهم فيما مضى فما يمنعكم اليوم أن تكونوا أجرأ مما كنتم بالجرءة فكان أول من زال حين قام قائم الظهيرة الهرمزان والبيرزان فتأخروا وثبتا حيث انتهيا وانفرج القلب حين قام قائم الظهيرة وركد عليهم النقع وهبت ريح عاصف فقلعت طيارة رستم عن سريره فهوت في العتيق وهي دبور ومال الغبار عليهم وانتهى القعقاع ومن معه إلى السرير فعثروا به وقد قام رستم عنه حين طارت الريح بالطيارة إلى بغال قد قدمت عليه بمال يومئذ فهي واقفة فاستظل في ظل بغل وحمله وضرب هلال بن علفة الحمل الذي رستم تحته فقطع حباله ووقع عليه أحد العدلين ولا يراه هلال ولا يشعر به فأزال من ظهره فقارا ويضربه ضربة فنفحت مسكا ومضى رستم نحو العتيق فرمى بنفسه فيه واقتحمه هلال عليه فتناوله وقد عام وهلال قائم
(٦٨)