فافترقوا فرقين فرق نحو الباب فحماهم سلمان حتى أخرجهم وفرق أخذوا نحو الخزر فطلعوا على جيلان وجرجان فيهم سلمان الفارسي وأبو هريرة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن المستنير بن يزيد عن أخيه قيس عن أبيه قال كان يريد بن معاوية وعلقمة بن قيس ومعضد الشيباني وأبو مفزر التميمي في خباء وعمرو بن عتبة وخالد بن ربيعة والحلحال بن ذرى والقرثع في خباء وكانوا متجاورين في عسكر بلنجر وكان القرثع يقول ما أحسن لمع الدماء على الثياب وكان عمرو بن عتبة يقول لقباء عليه أبيض ما أحسن حمرة الدما في بياضك وغزا أهل الكوفة بلنجر سنين من إمارة عثمان لم تئم فيهن امرأة ولم ييتم فيهن صبي من قبل حتى كان سنة تسع فلما كان سنة تسع قبل المزاحفة بيومين رأى يزيد بن معاوية أن غزالا جئ به إلى خبائه لم ير غزالا أحسن منه حتى لف ملحفته ثم أتى به قبر عليه أربعة نفر لم ير قبرا أشد استواء منه ولا أحسن منه حتى دفن فيه فلما تغادى الناس على الترك رمى يزيد بحجر فهشم رأسه فكأنما زين ثوبه بالدماء زينة وليس يتلطخ فكان ذلك الغزال الذي رأى وكان بذلك الدم على ذلك القباء من الحسن فلما كان قبل المزاحفة بيوم تغادوا فقال معضد لعلقمة أعرني بردك أعصب به رأسي ففعل فأتى البرج الذي أصيب فيه يزيد فرماهم فقتل منهم ورمى بحجر في عرادة ففضخ هامته واجتره أصحابه فدفنوه إلى جنب يزيد وأصاب عمرو ابن عتبة جراحة فرأى قباءه كما اشتهى وقتل فلما كان يوم المزاحفة قاتل القرثع حتى خرق بالحراب فكأنما كان قباؤه ثوبا أرضه بيضاء ووشيه أحمر وما زال الناس ثبوتا حتى أصيب وكانت هزيمة الناس مع مقتله (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن داود بن يزيد قال كان يزيد بن معاوية النخعي رضي الله عنه وعمرو بن عتبة ومعضد أصيبوا يوم بلنجر فأما معضد فإنه اعتجر ببرد لعلقمة فأتاه شظية من حجر منجنيق فأمه فاستصغره ووضع يده عليه فمات فغسل دمه علقمة فلم يخرج وكان يحضر فيه الجمعة وقال يحرصني عليه أن فيه دم معضد فأما عمرو فلبس قباء أبيض وقال ما أحسن الدم على هدا فأتاه حجر فقتله وملاه دما وأما يزيد فدلى
(٣٥٢)