إمارة عثمان وقد كان سعد عمل عليها سنة وبعض أخرى فقدم الكوفة وكان أحب الناس في الناس وأرفقهم بهم فكان بذلك خمس سنين وليس على داره باب ثم دخلت سنة سبع وعشرين ذكر الاحداث المشهورة التي كانت فيها فمما كان فيها من ذلك فتح إفريقية على يد عبد الله بن سعد بن أبي سرح كذلك حدثني أحمد بن ثابت الرازي قال حدثنا محدث عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وهو قول الواقدي أيضا ذكر الخبر عن فتحها وعن سبب ولاية عبد الله بن سعد ابن أبي سرح مصر وعزل عثمان عمرو بن العاص عنها (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا مات عمر وعلى مصر عمرو بن العاص وعلى قضائها خارجة بن فلان فولى عثمان فأقرهما سنتين من إمارته ثم عزل عمرا واستعمل عبد الله بن سعد بن أبي سرح (وكتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن أبي حارثة وأبي عثمان قالا لما ولى عثمان أقر عمرو بن العاص على عمله وكان لا يعزل أحدا إلا عن شكاة أو استعفاء من غير شكاة وكان عبد الله بن سعد من جند مصر فأمر عبد الله بن سعد على جنده ورماه بالرجال وسرحه إلى إفريقية وسرح معه عبد الله بن نافع بن عبد القيس وعبد الله بن نافع بن الحصين الفهريين وقال لعبد الله بن سعد إن فتح الله عز وجل عليك غدا إفريقية فلك مما أفاء الله على المسلمين خمس الخمس من الغنيمة نفلا وأمر العبدين على الجند ورماهما بالرجال وسرحهما إلى الأندلس وأمرهما وعبد الله بن سعد بالاجتماع على الاجل ثم يقيم عبد الله ابن سعد في عمله ويسيران إلى عملهما فخرجوا حتى قطعوا مصر فلما وغلوا في أرض إفريقية فأمعنوا انتهوا إلى الاجل ومعه الأفناء فاقتتلوا فقتل الاجل قتله عبد الله ابن سعد وفتح إفريقية سهلها وجبلها ثم اجتمعوا على الاسلام وحسنت طاعتهم وقسم عبد الله ما أفاء الله عليهم على الجند وأخذ خمس الخمس وبعث بأربعة أخماسه إلى عثمان مع ابن وثيمة النصري وضرب فسطاطا في موضع القيروان ووفد وفدا
(٣١٢)