وترك قنسرين طلع من قبل الكوفة عمر بن مالك من قبل قرقيسيا وعبد الله ابن المعتم من قبل الموصل والوليد بن عقبة من بلاد بني تغلب في تغلب وعرب الجزيرة وطووا مدائن الجزيرة عن نحو هرقل وأهل الجزيرة في حران والرقة ونصيبين وذواتها لم يغرضوا غرضهم حتى يرجعوا إليهم إلا أنهم خلفوا في الجزيرة الوليد لئلا يؤتوا من خلفهم فأدرب خالد وعياض مما يلي الشأم وأدرب عمر وعبد الله مما يلي الجزيرة ولم يكونوا أدربوا قبله ثم رجعوا فهي أول مدربة كانت في الاسلام سنة ستة عشر فرجع خالد إلى قنسرين فنزلها وأتته امرأته فلما عزله قال إن عمر ولاني الشأم حتى إذا صارت بثنية وعسلا عزلني (قال أبو جعفر الطبري) ثم خرج هرقل نحو القسطنطينية فاختلف في حين شخوصه إليها وتركه بلاد الشأم فقال ابن إسحاق كان ذلك سنة خمسة عشر وقال سيف كان سنة ستة عشر ذكر خبر ارتحال هرقل إلى القسطنطينية ذكر سيف عن أبي الزهراء القشيري عن رجل من بني قشير قالوا لما خرج هرقل من الرهاء واستتبع أهلها قالوا نحن ههنا خير منا معك وأبوا أن يتبعوه وتفرقوا عنه وعن المسلمين وكان أول من أنبح كلابها وانفر دجاجها زياد بن حنظلة وكان من الصحابة وكان مع عمر بن مالك مسانده وكان حليفا لبني عبد بن قصي وقبل ذلك ما قد خرج هرقل حتى شمشاط فلما نزل القوم الرهاء أدرب فنفذ نحو القسطينية ولحقه رجل من الروم كان أسيرا في أيدي المسلمين فأفلت فقال أخبرني عن هؤلاء القوم فقال أحدثك كأنك تنظر إليهم فرسان بالنهار ورهبان بالليل ما يأكلون في ذمتهم إلا بثمن ولا يدخلون إلا بسلام يقفون على من حاربهم حتى يأتوا عليه فقال لئن كنت صدقتني ليرثن ما تحت قدمي هاتين * وعن عبادة وخالد أن هرقل كان كلما حج بيت المقدس فخلف سورية وظعن في أرض الروم التفت فقال عليك السلام يا سورية تسليم مودع لم يقض منك وطره وهو عائد فلما توجه المسلمون نحو حمص عبر الماء فنزل الرهاء فلم يزل بها حتى طلع أهل
(٩٩)