من أبوابها وأراد دخولها منه صاح أبو براز ببراز أن افتح وهو في ذلك يشد منطقته ويومئ إليه أن لا يفعل وفطن لذلك رجل من أصحاب يزدجرد فأعلمه ذلك واستأذنه في ضرب عنق ماهويه وقال إن فعلت صفت لك الأمور بهذه الناحية فأبى عليه وقال بعضهم بل كان يزدجرد ولى مرو فرخزاذ وأمر براز أن يدفع القهندز والمدينة إليه فأبى أهل المدينة ذلك لان ماهويه أبا براز تقدم إليهم بذلك وقال لهم ليس هذا لكم بملك فقد جاءكم مفلولا مجروحا ومرو لا تحتمل ما يحتمل غيرها من الكور فإذا جئتكم غدا فلا تفتحوا الباب فلما أتاهم فعلوا ذلك وانصرف فرخزاذ فجثا بين يدي يزدجرد وقال استصعبت عليك مرو وهذه العرب قد أتتك قال فما الرأي قال الرأي أن نلحق ببلاد الترك ونقيم بها حتى يتبين لنا أمر العرب فإنهم لا يدعون بلدة إلا دخلوها قال لست أفعل ولكني أرجع عودي على بدئي فعصاه ولم يقبل رأيه وسار يزدجرد فأتى براز دهقان مرو وأجمع على صرف الدهقنة عنه إلى سنجان ابن أخيه فبلغ ذلك ماهويه أبا براز فعمل في هلاك يزدجرد وكتب إلى نيزك طرخان يخبره أن يزدجرد وقع إليه مفلولا ودعاه إلى القدوم عليه لتكون أيديهما معا في أخذه والاستيثاق منه فيقتلوه أو يصالحوا عليه العرب وجعل له إن هو أراحه منه أن يفي له كل يوم بألف درهم وسأله أن يكتب إلى يزدجرد مماكرا له لينحى عنه عامة جنده ويحصل في طائفة من عسكره وخواصه فيكون أضعف لركنه وأوهن لشوكته وقال تعلمه في كتابك إليه الذي عزمت عليه من مناصحته ومعونته على عدوه من العرب حتى يقهرهم وتطلب إليه أن يشتق لك اسما من أسماء أهل الدرجات بكتاب مختوم بالذهب وتعلمه أنك لست قادما عليه حتى ينحى عنه فرخزاذ فكتب نيزك بذلك إلى يزدجرد فلما ورد عليه كتابه بعث إلى عظماء مرو فاستشارهم فقال له سنجان لست أرى أن تنحى عنك جندك وفرخزاذ لشئ وقال أبو براز بل أرى أن تتالف نيزك وتجيبه إلى ما سأل فقبل رأيه وفرق عنه جنده وأمر فرخزاذ أن يأتي أجمة؟ سرخس فصاح فرخزاذ وشق جيبه وتناول عمودا بين يديه يريد ضرب أبي براز به وقال يا قتلة الملوك قتلتم ملكين وأظنكم قاتلي هذا ولم يبرح فرخزاذ حتى كتب
(٣٤٥)