وقال ويحكم إنا نجد في كتبنا أن من اجترأ على قتل الملوك عاقبه الله بالحريق في الدنيا مع ما هو قادم عليه فلا تقتلوني وآتوني الدهقان أو سرحوني إلى العرب فإنهم يستحيون مثلي من الملوك فأخذوا ما كان عليه من الحلي فجعلوه في جراب وختموا عليه ثم خنقوه بوتر وطرحوه في نهر مرو فجرى به الماء حتى انتهى إلى فوهة الرزيق فتعلق بعود فأتاه أسقف مرو فحمله ولفه في طيلسان ممسك وجعله في تابوت وحمله إلى باب بابان أسفل ماجان فوضعه في عقد كان يكون مجلس الأسقف فيه وردمه وسأل أبو براز عن أحد القرطين حين افتقده فأخذ الذي دل عليه فضربه حتى أتى على نفسه وبعث بما أصيب له إلى الخليفة يومئذ فأغرم الخليفة الدهقان قيمة القرط المفقود وقال آخرون بل سار يزدجرد من كرمان قبل ورود العرب إياها فأخذ على طريق الطبسين وقهستان حتى شارف مرو في زهاء أربعة آلاف رجل ليجمع من أهل خراسان جموعا ويكر إلى العرب ويقاتلهم فتلقاه قائدان متباغضان متحاسدان كانا بمرو يقال لأحدهما براز والآخر سنجان ومنحاه الطاعة وأقام بمرو وخص براز فحسده ذلك سنجان وجعل براز يبغي سنجان الغوائل ويوغل صدر يزدجرد عليه وسعى بسنجان حتى عزم على قتله وأفشى ما كان عزم عليه من ذلك إلى امرأة من نسائه كان براز واطأها فأرسلت إلى براز بنسوة زعمت بإجماع يزدجرد على قتل سنجان وفشا ما كان عزم عليه يزدجرد من ذلك فنذر سنجان وأخذ حذره وجمع جمعا كنحو أصحاب براز ومن كان مع يزدجرد من الجند وتوجه نحو القصر الذي كان يزدجرد نازله وبلغ ذلك براز فنكص عن سنجان لكثرة جموعه ورعب جمع سنجان يزدجرد وأخافه فخرج من قصره متنكرا ومضى على وجهه راجلا لينجو بنفسه فمشى نحوا من فرسخين حتى وقع إلى رحى ما فدخل بيت الرحى فجلس فيه كالا لغبا فرآه صاحب الرحى ذا هيئة وطرة وبزة كريمة ففرش له فجلس وأتاه بطعام فطعم ومكث عنده يوما وليلة فسأله صاحب الرحى أن يأمر له بشئ فبذل له منطقة مكللة بجوهر كانت عليه فأبى صاحب الرحى أن يقبلها وقال إنما كان يرضيني من هذه المنطقة أربعة دارهم كنت أطعم بها وأشرب فأخبره انه لا ورق معه
(٣٤٧)