ثم قام العامة فبايعوا (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن أبي زهير الأزدي عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال لما قتل عثمان رضي الله عنه واجتمع الناس على علي ذهب الأشتر فجاء بطلحة فقال له دعني أنظر ما يصنع الناس فلم يدعه وجاء به يتله تلا عنيفا وصعد المنبر فبايع (وكتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد بن قيس عن الحارث الوالبي قال جاء حكيم بن جبلة بالزبير حتى بايع فكان الزبير يقول جاءني لص من لصوص عبد القيس فبايعت واللج على عنقي (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا وبايع الناس كلهم (قال أبو جعفر) وسمح بعد هؤلاء الذين اشترطوا الذين جئ بهم وصار الامر أمر أهل المدينة وكانوا كما كانوا فيه وتفرقوا إلى منازلهم لولا مكان النزاع والغوغاء فيهم أتساق الامر في البيعة لعلي بن أبي طالب عليه السلام وبويع علي يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة والناس يحسبون من يوم قتل عثمان رضي الله عنه فأول خطبة خطبها علي حين استخلف فيما كتب به إلي السري عن شعيب عن سيف عن سليمان بن أبي المغيرة عن علي بن الحسين حمد الله وأثنى عليه فقال إن الله عز وجل أنزل كتابا هاديا بين فيه الخير والشر فخذوا بالخير ودعوا الشر الفرائض أدوها إلى الله سبحانه يؤدكم إلى الجنة إن الله حرم حرما غير مجهولة وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها وشد بالاخلاص والتوحيد المسلمين والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده إلا بالحق لا يحل أذى المسلم إلا بما يجب بادروا أمر العامة وخاصة أحدكم الموت فإن الناس أمامكم وإن ما من خلفكم الساعة تحدوكم تخففوا تلحقوا فإنما ينتظر الناس أخراهم اتقوا الله عباده في عباده وبلاده إنكم مسؤلون حتى عن البقاع والبهائم وأطعيوا الله عز وجل ولا تعصوه وإذا رأيتم الخير فخذوا به وإذا رأيتم الشر فدعوه واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض ولما فرغ علي من خطبته وهو على المنبر قال المصريون خذها واحذرا أبا حسن * إنا نمر الامر إمرار الرسن
(٤٥٧)