أبو هالة الذي يقول كيما أرى صاحبه عليا فقال والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة فكان قولهما واحدا (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا وتسلل الجرحى في جوف الليل ودخلوا البصرة من كان يطيق الانبعاث منهم وسألت عائشة يومئذ عن عدة من الناس منهم من كان معها ومنهم من كان عليها وقد غشيها الناس وهي في دار عبد الله بن خلف فكلما نعى لها منهم واحد قالت يرحمه الله فقال لها رجل من أصحابها كيف ذلك قالت كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلان في الجنة وفلان في الجنة وقال علي بن أبي طالب يومئذ إني لأرجو ألا يكون أحد من هؤلاء نقى قلبه إلا أدخله الله الجنة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عطية عن أبي أيوب عن علي قال ما نزل على النبي صلى الله عليه آية أفرح له من قول الله عز وجل (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير) فقال صلى الله عليه وسلم ما أصاب المسلم في الدنيا من مصيبة في نفسه فبذنب وما يعفو الله عز وجل عنه أكثر وما أصابه في الدنيا فهو كفارة له وعفو منه لا يعتد عليه فيه عقوبة يوم القيامة وما عفا الله عز وجل عنه في الدنيا فقد عفا عنه والله أعظم من أن يعود في عفوه توجع علي على قتلى الجمل ودفنهم وجمعه ما كان في العسكر والبعث به إلى البصرة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا وأقام علي ابن أبي طالب في عسكره ثلاثة أيام لا يدخل البصرة وندب الناس إلى موتاهم فخرجوا إليهم فدفنوهم فطاف على من معهم في القتلى فلما أتى بكعب بن سور قال زعمتم أنما خرج معهم السفهاء وهذا الحبر قد ترون وأتى على عبد الرحمن بن عتاب فقال هذا يعسوب القوم يقول الذي كانوا يطيفون به يعني أنهم قد كانوا اجتمعوا عليه ورضوا به لصلاتهم وجعل على كلما مر برجل فيه خير قال زعم من زعم أنه لم يخرج إلينا إلا الغوغاء هذا العابد المجتهد وصلى على قتلاهم من أهل البصرة وعلى قتلاهم من أهل الكوفة وصلى على قريش من هؤلاء وهؤلاء فكانوا مدنيين ومكيين ودفن على الأطراف في قبر عظيم وجمع ما كان في العسكر من شئ ثم بعث
(٥٤٢)