ينظران إلى والى جندي ما اجترآ على قتالي لان عندي بكل واحد من جنده ألفا من جنودي ليدخلن أسا أرضى أسيرا ولا قدمن بقومه سبيا من جنودي فجعل زرج ينتقص أسا ويقول فيه ما لا ينبغي فبلغ أسا صنيع زرج وجمعه عليه فدعا ربه فقال اللهم أنت الذي بقوتك خلقت السماوات والأرض ومن فيهن حتى صار جميع ذلك في قبضتك أنت ذو الأناة الرفيقة والغضب الشديد أسألك أن لا تذكرنا بخطايانا فيما بيننا وبينك ولا تعمدنا ولا تجزينا على معصيتك ولكن تذكرنا برحمتك التي جعلتها للخلائق فانظر إلى ضعفنا وقوة عدونا وانظر إلى قلتنا وكثرة عدونا وانظر إلى ما نحن فيه من الضيق والغم وانظر إلى ما فيه عدونا من الفرح والراحة فغرق زرج وجنوده في اليم بالقدرة التي غرقت بها فرعون وجنوده وأنجيت موسى وقومه وأسألك أن تحل على زرج وقومه عذابك بغتة فأرى أسا في المنام والله أعلم إني قد سمعت كلامك ووصل إلى جؤارك وانى على عرشي وإني إن غرقت زرج الهندي وقومه لم يعلم بنو إسرائيل ولا من كان بحضرتهم كيف صنعت بهم ولكن سأظهر في زرج وقومه لك ولمن اتبعك قدرة من قدرتي حتى أكفيك مؤنتهم وأهب لك غنيمتهم وأضع في أيديكم عساكرهم حتى يعلم أعداؤك أن صديق أسا لا يطاق وليه ولا يهزم جنده ولا يخيب مطيعه فأنا أتمهل له حتى يفرغ من حاجته ثم أسوقه إليك عبد ا وعساكره لك ولقومك خولا فسار زرج ومن معه حتى حلوا على ساحل ترسيس فلم يكن إلا محلة يوم حتى دفنوا أنهارها ومحلوا مروجها حتى كان الطير ينقصف عليهم والوحش لا تستطيع الهرب منهم فساروا حتى كانوا على مرحلتين من إيليا ففرق زرج عساكره منها إلى إيليا وامتلأت منهم تلك الأرض جبالها وسهولها وامتلأت قلوب أهل الشام منهم رعبا وعاينوا هلكتهم فسمع بهم أسا الملك فبعث إليهم طليعة من قومه وأمرهم أن يخبروه بعددهم وهيئتهم فسار القوم الذين بعثهم أسا حتى نظروا إليهم من رأس تل ثم رجعوا إلى أسا فأخبروه انه لم تر عيون بني آدم ولا سمعت آذنهم مثلهم ومثل أفيالهم وخيولهم وفرسانهم وما ظننا أن في الناس مثلهم كثرة وعدة قلت من إحصائهم عقولنا
(٣٧٣)