وأخو الحضر إذ بناه وإذ * دجلة تجبى إليه والخابور شاده مرمرا وجلله كلسا * فللطير في ذراه وكور لم يهبه ريب المنون فباد الملك * عنه فبابه مهجور ويقال إن سابور بنى بميسان شاذ سبور التي تسمى بالنبطية ديما وفى أيام سابور ظهر مانى الزنديق ويقال إن سابور لما سار إلى موضع جندي سابور ليؤسسها صادف عندها شيخا يقال له بيل فسأله هل يجوز أن يتخذ في ذلك الموضع مدينة فقال له بيل إن ألهمت الكتابة مع ما قد بلغت من السن جاز أن يبنى في هذا الموضع مدينة فقال له سابور بل ليكن الأمران اللذان أنكرت كونهما فرسم المدينة وأسلم بيل إلى معلم وفرض عليه تعليمه الكتاب والحساب في سنة فخلا به المعلم وبدأ بحلق رأسه ولحيته لئلا يتشاغل بهما وجاده التعليم ثم أتى به سابور وقد نفذ ومهر فقلده احصاء النفقة على المدينة واثبات حسابها وكور الناحية وسماها بهازنديو سابور وتأويل ذلك خير من أنطاكية ومدينة سابور وهى التي تسمى جندي سابور وأهل الأهواز يسمونها بيل باسم القيم كان على بنائها ولما حضر سابور الموت ملك ابنه هرمز وعهد إليه عهدا أمره بالعمل به واختلف في سنى ملكه فقال بعضهم كان ذلك ثلاثين سنة وخمسة عشر يوما وقال آخرون كان ملك إحدى وثلاثين سنة وستة أشهر وتسعة عشر يوما * ثم قام بالملك بعد سابور ابن أردشير بن بابك ابنه (هرمز) وكان يلقب بالجرئ وكان يشبه في جسمه وخلقه وصورته باردشير غير لا حق به في رأيه وتدبيره إلا أنه كان من البطش والجرأ وعظم الخلق على أمر عظيم وكانت أمه فيما قيل من بنات مهرك الملك الذي قتله أردشير باردشير خرة وذلك أن المنجمين كانوا أخبروا اردشير أنه يكون من نسله من يملك فتتبع أردشير نسله فقتلهم وأفلتت أم هرمز وكانت ذات عقل وجمال وكمال وشدة خلق فوقعت
(٤٨٦)