سنة ثم من بعده لبطلميوس الذي اختفى عن ملكه ثماني سنين ثم من بعده لبطلميوس دونسيوس ست عشرة سنة ثم من بعده لبطلميوس قالو بطرى سبع عشرة سنة فكل هؤلاء كانوا يونانيين فكل ملك منهم بعد الإسكندر كان يدعى بطلميوس كما كانت ملوك الفرس يدعون أكاسرة وهم الذين يقال لهم المفقانيون ثم ملك الشأم بعد قالوا بطرى فيما ذكر الروم المصاصو فكان أول من ملك منهم جايوس يوليوس خمس سنين ثم ملك الشأم بعده أغوسطوس ستا وخمسين سنة فلما مضى من ملكه اثنتان وأربعون سنة ولد عيسى ابن مريم عليه السلام وبين مولده وقيام الإسكندر ثلثمائة سنة وثلاث سنين ونرجع الان إلى ذكر خبر الفرس بعد مهلك الإسكندر لسياق التأريخ على ملكهم فاختلف أهل العلم بأخبار الماضين في الملك الذي كان بسواد العراق بعد الإسكندر وفى عدد ملوك الطوائف الذين كانوا ملكوا أقليم بابل بعده إلى أن قام بالملك اردشير بابكان فأما هشام بن محمد فإنه قال فيما حدثت عنه ملك بعد الإسكندر يلاقس سلقيس ثم انطيحس قال وهو الذي بنى مدينة أنطاكية قال وكان في أيدي هؤلاء الملوك سواد الكوفة قال وكانوا يتطرقون الجبال وناحية الأهواز وفارس حتى خرج رجل يقال له أشك وهو ابن دارا الأكبر وكان مولده ومنشأه بالري فجمع جمعا كثيرا وسار يريد انطيحس فزحف إليه انطيحس فالتقيا ببلاد الموصل فقتل انطيحس وغلب أشك على السواد فصار في يده من الموصل إلى الري وأصبهان وعظمه سائر ملوك الطوائف لنسبه وشرفه فيهم ما كان من فعله وعرفوا له فضله وبدؤا به في كتبهم وكتب إليهم فبدأ بنفسه وسموه ملكا وأهدوا إليه من غير أن يعزل أحدا منهم أو يستعمله * ثم ملك بعده جوذرز بن اشكان قال وهو الذي غزا بني إسرائيل المرة الثانية وكان سبب تسليط الله إياه عليهم فيما ذكر أهل العلم قتلهم يحيى بن زكرياء فأكثر القتل فيهم فلم تعد لهم جماعة كجماعتهم الأولى ورفع الله عنهم النبوة وأنزل بهم الذل قال وقد كانت الروم غزت بلاد فارس يقودها ملكها الأعظم
(٤١٤)