عنه فخرجوا من عنده ورد عليهم هديتهم فساروا من بيت المقدس متوجهين إلى زوج الهندي ملكهم فلما أتوه نشروا له كتاب خبرهم أنبؤه بما انتهى إليهم من أمر ملكهم وأخبروه بصديق أسا فلما سمع زرج كلامهم استحلفهم بعزته وبالشمس والقمر اللذين يعبدونهما ولهما يصلون أن لا يكتموه من خبر ما رأوا في بني إسرائيل شيئا فصدقوه فلما فرغوا من خبرهم وخبر أسا ملكهم وصديقه قال لهم زرج إن بني إسرائيل لما علموا أنكم جواسيس وأنكم قد اطلعتم على عوراتهم ذكروا لكم صديق أساوهم كاذبون أرادوا بذلك ترهيبكم إن صديق أسا لا يطيق أن يأتي بأكثر من جندي ولا بأكمل من عدتي ولا بأقسى قلوبا ولا أجرأ على القتال من قومي إن لقيني بألف لقيته بأكثر من ذلك ثم عمد زرج عند ذلك فكتب إلى كل من في طاعته أن يجهزوا من كل مخلاب جندا بعدتهم حتى استمد يأجوج ومأجوج والترك وفارس مع من سواهم من الأمم ممن جرت عليه لزرج طاعة * كتب من زرج الجبار الهندي ملك الأرضين إلى من بلغته كتبي أما بعد فان لي أرضا قد دنا حصادها وأينع ثمرها وأردت أن تبعثوا إلى بعمال أغنمهم ما حصدوا منها وهم قوم قصوا عنى وغلبوا على أطراف من أراضي وقهروا من تحت أيديهم من رقيقي وقد منحتهم من نهض إليهم معي فان قصرت بكم قوة فعندي قوتكم فإنه لا تتعطل خزائني فاجتمعوا إليه من كل ناحية وأمدوه بالخيل والفرسان والرجال والعدة فلما اجتمعوا عنده أمكنهم من السلاح والجهاز من خزائنه ثم أمر باحصاء عددهم وتعبيتهم فبلغ عددهم ألف ألف ومائة ألف سوى أهل بلاده وأمر بمائة مركب فقرن له البغال كل أربعة أبغل جميعا عليها سرير ورقبة وفى كل قبة منها جارية ومع كل مركب عشرة من الخدم وخمسة أفيال من فيلته فبلغ في كل عسكر من عساكره مائة ألف وجعل خاصته الذين يركبون معه مائة من رؤوسهم وجعل في كل عسكر عرفاء وخطبهم وحرضهم على القتال فلما نظر إليهم وسار فيهم تعزز وتعظم شأنه في قلوب من حضره ثم قال زرج أين صديق أساهل يستطيع أن يعصمه منى أو من يطيق غلبتي فلو أن أسا وصديقه
(٣٧٢)