ولان في رسمهم أن لا يملكوا ذا عاهة فلما وصل الكتاب بما معه إلى سابور تقطع أسفا وكتب إليه بما ناله من الغم بما فعل واعتذر وأعلمه أنه لو قطع بدنه عضوا عضوا لم يؤثر عليه أحدا بالملك فملكه وقيل إنه لما وضع التاج على رأسه دخل عليه العظماء فدعوا له فأحسن لهم الجواب وعرفوا منه صدق الحديث وأحسن فيهم السيرة وعدل في رعيته وسلك سبيل آبائه وكور كورة رام هرمز وكان ملكه سنة وعشرة أيام ثم قام بالملك بعده ابنه بهرام وهو بهرام بن هرمز بن سابور بن أردشير بن بابك وكان من عمال سابور بن أردشير وهرمز بن سابور وبهرام بن سابور بعد مهلك عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة على فرج العرب من ربيعة ومضر وسائر من ببادية العراق والحجاز والجزيرة يومئذ ابن لعمرو بن عدي يقال له امرؤ القيس البدء وهو أول من تنصر من ملوك آل نصر بن ربيعة وعمال ملوك الفرس وعاش فيما ذكر هشام بن محمد مملكا في عمله مائة سنة وأربع عشرة سنة من ذلك في زمن سابور بن أردشير ثلاثا وعشرين سنة وشهرا وفى زمن هرمز بن سابور سنة عشرة أيام وفى زمن بهرام بن هرمز بن سابور ثلاث سنين وثلاثة أشهر وثلاثة أيام وفى زمن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور بن أردشير ثمان عشرة سنة وكان بهرام بن هرمز فيما ذكر رجلا ذا حلم وتؤدة فاستبشر الناس بولايته وأحسن السيرة فيهم وأتبع في ملكه في سياسة الناس آثار آبائه وكان مانى الزنديق فيما ذكر يدعوه إلى دينه فاستبرى ما عنده فوجده داعية للشيطان فأمر بقتله وسلخ جلده وحشوه تبنا وتعليقه على باب من أبو أب مدينة جندي سابور يدعى باب المانى وقتل أصحابه ومن دخل في ملته وكان ملكه فيما قيل ثلاث سنين وثلاثة أشهر وثلاثة أيام * ثم قام بالملك بعده ابنه بهرام ابن بهرام بن هرمز بن سابور بن أردشير وكان ذا علم فيما قيل بالأمور فلما
(٤٨٨)