عليه وقالت هذا يزدجرد بن شهريار فدعا به فأجلسه في حجره وقبله وعطف عليه وأحبه حبا شديدا وجعل يبيته معه فبينا هو يلعب ذات يوم بين يديه إذ ذكر ما قيل فدعا به فعراه من ثيابه واستقبله واستدبره فاستبان النقص في أحد وركيه فاستشاط غضبا وأسفا واحتمله ليجلد به الأرض فتعلقت به شيرين وناشدته الله أن لا يقتله وقالت له انه إن يكن أمر قد حضر في هذا الملك فليس له مرد قال إن هذا المشؤم الذي أخبرت عنه فاخرجيه فلا أنظر إليه فأمرت به فحمل إلى سجستان وقال آخرون بل كان بالسواد عند ظؤرته في قرية يقال لها خمانية ووثبت فارس على كسرى فقتلته وساعدهم على ذلك ابنه شيرويه ابن مريم الرومية وكان ملكه ثمانيا وثلاثين سنة ولمضى اثنتين وثلاثين سنة وخمسة أشهر وخمسة عشر يوما من ملكه هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ثم ملك من بعده ابنه شيرويه واسمه قباذ ابن ابرويز بن هرمز بن كسرى أنوشروان فذكر أن شيرويه لما ملك دخل عظماء الفرس عليه بعد حبسه أباه فقالوا له انه لا يستقيم أن يكون لنا ملكان اثنان فإما أن تقتل كسرى ونحن خولك الباخعون لك بالطاعة وإما أن نخلعك ونعطيه الطاعة على ما لم نزل نعطيه قبل أن تملك فهدت هذه المقالة شيرويه وكسرته وأمر بتحويل كسرى من دار المملكة إلى دار رجل يقال له مارسفند فحمل كسرى على برذون وقنع رأسه وسير به إلى تلك الدار ومعه ناس من الجند فمروا به في مسيرهم على اسكاف جالس في حانوت شارع على الطريق فلما بصر بفرسان من الجند معهم فارس مقنع عرف أن المقنع كسرى فحذفه بقالب فعطف إليه رجل ممن كان مع كسرى من الجند فاخترط سيفه فضرب عنق الإسكاف ثم لحق بأصحابه فلما صار كسرى في دار مارسفند جمع شيرويه من كان بالباب من العظماء وأهل البيوتات فقال إنا قد رأينا أن نبدأ بالارسال إلى الملك أبينا بما كان من إساءته في تدبيره وتوقفه على أشياء منها ثم دعا برجل من أهل أردشير
(٦١٨)