الله تعالى أوحى إلى آدم عليه السلام وهو ببلاد الهند أن حج هذا البيت فحج آدم من بلاد الهند فكان كل ما وضع قدمه صار قرية وما بين خطوتيه مفازة حتى انتهى إلى البيت فطاف به وقضى المناسك كلها ثم أراد الرجوع إلى بلاد الهند فمضى حتى إذا كان بمأزمى عرفات تلقته الملائكة فقالوا بر حجك يا آدم فدخله من ذلك عجب فلما رأت الملائكة ذلك منه قالوا يا آدم إنا قد حججنا هذا البيت قبل أن تخلق بألفي سنة قال فتقاصرت إلى آدم نفسه * وذكر أن آدم عليه السلام أهبط إلى الأرض وعلى رأسه إكليل من شجر الجنة فلما صار إلى الأرض ويبس الإكليل تحات ورقه فنبت منه أنواع الطيب * وقال بعضهم بل كان ذلك ما أخبر الله عنهما أنهما جعلا يخصفان عليهما من ورق الجنة فلما يبس ذلك الورق الذي خصفاه عليهما تحات فنبت من ذلك الورق أنواع الطيب والله أعلم * وقال آخرون لما علم آدم أن الله عز وجل مهبطه إلى الأرض جعل لا يمر بشجرة من شجر الجنة إلا أخذ غصنا من أغصانها فهبط إلى الأرض وتلك الأغصان معه فلما يبس ورقها تحات فكان ذلك أصل الطيب ذكر من قال ذلك حدثنا أبو همام قال حدثنا أبي قال حدثنا زياد بن خيثمة عن أبي يحيى بائع ألقت قال قال مجاهد لقد حدثني عبد الله بن عباس أن آدم حين خرج من الجنة كان لا يمر بشئ إلا عبث به فقيل للملائكة دعوه فليتزود منها ما شاء فنزل حين نزل بالهند وإن هذا الطيب الذي يجاء به من الهند مما خرج به آدم من الجنة ذكر من قال كان على رأس آدم عليه السلام حين أهبط من الجنة إكليل من شجر الجنة * حدثت عن عمار بن الحسن قال حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع ابن أنس عن أبي العالية قال خرج آدم من الجنة فخرج منها ومعه عصا من شجر الجنة وعلى رأسه تاج أو إكليل من شجر الجنة قال فأهبط إلى الهند ومنه كل طيب بالهند
(٨٤)