لقد رأيته يوم ذهب وعليه طوق فما ذهب عن عيني ولا قلبي إلى الساعة فأعادوا عليه الطوق فلما نظر إليه قال شب عمرو عن الطوق فأرسلها مثلا وقال لمالك وعقيل حكمكما قالا حكمنا منادمتك ما بقينا وبقيت فهما ندمانا جذيمة اللذان ضربا مثلا في أشعار العرب وفى ذلك يقول أبو خراش الهذلي لعمرك ما ملت كبيشة طلعتي * وإن ثوائى عندها لقليل ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا * نديما صفاء مالك وعقيل وقال متمم بن نويرة وكنا كندماني جذيمة حقيقة * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا وكان ملك العرب بأرض الجزيرة ومشارق بلاد الشام عمرو بن ظرب ابن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوبر العملقي ويقال العمليقي من عاملة العماليق فجمع جذيمة جموعا من العرب فسار إليه يريد غزاته وأقبل عمرو بن ظرب بجموعه من الشام فالتقوا فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل عمرو بن ظرب وانفضت جموعه وانصرف جذيمة بمن مع سالمين غانمين فقال في ذلك الأعور بن عمرو بن هناءة ابن مالك بن فهم الأزدي كأن عمرو بن ثربا لم يعش ملكا * ولم تكن حولة الرايات تختفق لاقي جذيمة في جأواء مشعلة * فيها حراشف بالنيران ترتشق فملكت من بعد عمرو ابنته الزباء واسمها نائلة وقال في ذلك القعقاع بن الدرماء الكلبي أتعرف منزلا بين المنقى * وبين مجر نائلة القديم وكان جنود الزباء بقايا من العماليق والعاربة الأولى وتزيد وسليح ابني حلوان ابن عمران بن الحاف بن قضاعة ومن كان معهم من قبائل قضاعة وكانت
(٤٤٣)