لفظه في ساحل البحر فطرحه مثل الصبى المنفوس لم ينقص من خلقه شئ * حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال حدثني أبو صخر قال أخبرني ابن قسيط انه سمع أبا هريرة يقول طرح بالعراء فأنبت الله عليه يقطينة فقلنا يا أبا هريرة وما اليقطينة قال شجرة الدباء هيأ الله له أروية وحشية تأكل من حشاش الأرض أو هشاش الأرض فتفشح عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت ومما كان أيضا في أيام ملوك الطوائف إرسال الله رسله الثلاثة الذين ذكرهم في تنزيله فقال (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون) الآيات التي ذكر تعالى ذكره في خبرهم واختلف السلف في أمرهم فقال بعضهم كان هؤلاء الثلاثة الذين ذكرهم الله في هذه الآيات وقص فيها خبرهم أنبياء ورسلا أرسلهم إلى بعض ملوك الروم وهو انطيخس والقرية التي كان فيها هذا الملك الذي أرسل الله إليه فيها هؤلاء الرسل أنطاكية ذكر من قال ذلك * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال كان من حديث صاحب يس فيما حدثنا محمد إسحاق قال مما بلغه عن كعب الأحبار وعن وهب بن منبه اليماني أنه كان رجلا من أهل النطاكية وكان اسمه حبيبا وكان يعمل الحرير وكان رجلا سقيما قد أسرع فيها الجذام وكان منزله عند باب من أبو أب المدينة قاصيا وكان مؤمنا ذا صدقة يجمع كسبه إذا أمسى فيما يذكرون فيقسمه نصفين فيطعم نصفا عياله ويتصدق بنصف فلم يهمه سقمه ولا عمله ولا ضعفه حين طهر قلبه واستقامت فطرته وكان بالمدينة التي هو بها مدينة أنطاكية فرعون من الفراعنة يقال له انطيخس بن انطيخس بن انطيخس يعبد الأصنام صاحب شرك فبعث الله المرسلين وهم ثلاثة صادق وصدوق وشلوم فقدم الله إليه وإلى أهل مدينته منهم اثنين فكذبوهما ثم عزز الله بثالث وقال آخرون بل كانوا من حواريي عيسى ابن مريم
(٤٦٢)