ملكه بسنى ملك أخيه جاماسب ثلاثا وأربعين سنة فنفذ كسرى ما أمر به قباذ من ذلك ذكر ما ذكر من الحوادث التي كانت بين العرب في أيام قباذ في مملكته وإلى عماله وحدثت عن هشام بن محمد قال لما لقى الحارث بن عمرو بن حجر بن عدي الكندي النعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن الشقيقة فقتله وأفلته المنذر بن النعمان الأكبر وملك الحارث بن عمرو الكندي ما كان يملك بعث قباذ بن فيروز ملك فارس إلى الحارث بن عمرو الكندي أنه قد كان بيننا وبين الملك الذي قد كان قبلك عهد وإني أحب أن ألقاك وكان قباذ زنديقا يظهر الخير ويكره الدماء ويدارى أعداءه فيما يكره من سفك الدماء وكثرت الأهواء في زمانه واستضعفه الناس فخرج إليه الحارث بن عمرو الكندي في عدد وعدة حتى التقوا بقنطرة الفيوم فأمر قباذ بطبق من تمر فنزع نواه وأمر بطبق فجعل فيه تمر فيه نواه ثم وضعا بين أيديهما فجعل الذي فيه النوى يلي الحارث بن عمرو والذي لا نوى فيه يلي قباذ فجعل الحارث يأكل التمر ويلقى النوى وجعل قباذ يأكل ما يليه وقال للحارث مالك لا تأكل مثل ما آكل فقال إنما يأكل النوى إبلنا وغنمنا وعلم أن قباذ يهزأ به ثم اصطلحا على أن يورد الحارث بن عمرو ومن أحب من أصحابه خيولهم الفرات إلى ألبابها ولا يجاوزوا أكثر من ذلك فلما رأى الحارث ما عليه قباذ بن الضعف طمع في السواد فأمر أصحاب مسالحه أن يقطعوا الفرات فيغيروا في السواد فأتى قباذ الصريح وهو بالمدائن فقال هذا من تحت كنف ملكهم ثم أرسل إلى الحارث بن عمرو أن لصوصا من لصوص العرب قد أغاروا وأنه يحب لقاءه فلقبيه فقال له قباذ لقد صنعت صنيعا ما صنعه أحد قبلك فقال له الحارث ما فعلت ولا شعرت ولكنها لصوص من لصوص العرب ولا أستطيع ضبط العرب إلا بالمال والجنود قال له قباذ فما الذي تريد قال أريد
(٥٢٢)