فخرج اثنا عشر رجلا من رؤسائهم مع كل رجل منهم رهط من قومه فلما ان خرجوا ودعوا أهاليهم بان لا يرجعون إلى الدنيا فوقفوا لزرج على رابية من الأرض فابصروا منها زرجا وقومه فلما أبصرهم زرج نفض رأسه ليسخر منهم وقال إنما نهضت من بلادي وأنفقت أموالي لمثل هؤلاء ودعا عند ذلك بالنفر الذين كانوا نعتوا عنده اسا وقومه فقال كذبتموني وزعمتم ان قومكم كثير عددهم فامر بهم وبالامناء الذين كان بعث ليخبروه خبرهم فقتلوا جميعا واسا في في ذلك كثير التضرع معتصم بربه فقال زرج ما أدرى ما أفعل بهؤلاء القوم ما أدرى ما قدر قلتهم في كثرتنا إني لأستقلهم عن المحاربة وأرى أن لا أقاتلهم فأرسل زرج إلى اسا فقال له أين صديقك الذي كنت تعدنا به وتزعم أنه يخلصك مما يحل بكم من سطواتي أفتضعون أيديكم في يدي فأمضى فيكم حكمي أو تلتمسون قتالي فاجابه اسا فقال يا شقي إنك لست تعلم ما تقول ولست تدرى أتريد أن تغالب ربك بضعفك أم تريد أن تكاثره بقلتك هو أعز شئ وأعظمه وأغلب شئ وأقهره وعباده أذل وأضعف عنده من أن ينظروا إليه معاينة وهو معي في موقفي هذا ولن يغلب أحد كان الله معه فأجتهد يا شقي بجهدك حتى تعلم ماذا يحل بك فلما اصطف قوم زرج وأخذوا مراتبهم أمر زرج الرماة من قومه أن يرموهم بنشابهم فبعث الله ملائكة من كل سماء والله أعلم عونا لاسا وقومه ومادة له فوقفهم أسا في مواقفهم فلما رموا نشابهم حال المشركون بين ضوء الشمس وبين الأرض كأنها سحابة طلعت فنحتها الملائكة عن اسا وقومه ثم رمت بها الملائكة قوم زرج فأصابت كل رجل منهم نشابته التي رمى بها فقتلوا رماتهم بها كلها وأسا وقومه في كل ذلك يحمدون الله كثيرا ويعجون إليه بالتسبيح وتراءت الملائكة لهم والله أعلم فلما رآهم الشقى زرج وقع الرعب في قلبه وسقط في يده وقال إن اسا لعظيم كيده ماض سحره وكذلك بنو إسرائيل حيث كانوا لا يغلب سحرهم ساحر ولا يطيق مكرهم عالم وانما تعلموه من مصر وبه ساروا في البحر ثم نادى الهندي في قومه أن سلوا سيوفكم ثم احملوا عليهم حملة واحدة فدقوهم فسلوا سيوفهم ثم حملوا على
(٣٧٦)