الناحية حين قتل دارا بن دارا وكانت جملة مدة ذلك فيما قيل ثمانيا وثمانين سنة نذكر الآن خبر دارا الأكبر وابنه دارا الأصغر ابن دارا الأكبر وكيف كان هلاكه مع خبر ذي القرنين وملك دارا بن بهمن بن اسفنديار بن بشتاسب وكان ينبه بجهر أزاد يعنى به كريم الطبع فذكروا أنه نزل بابل وكان ضابطا لملكه قاهرا لمن حوله من الملوك يؤدون إليه الخراج وأنه ابتنى بفارس مدينة سماها دارابحرد * وحذف دواب البرد ورتبها وكان معجبا بابنه دارا وأنه من حبه إياه سماه باسم نفسه وصير له الملك من بعده وأنه كان له وزير يسمى رسبين محمودا في عقله وأنه شجر بينه وبين غلام تربى مع دارا الأصغر يقال له بيرى شر وعداوة فسعى رسبين عليه عند الملك فقيل إن الملك سقى بيرى شربة مات منها واضطغن دارا على رسبين الوزير وجماعة من القواد كانوا عاونوه على بيرى ما كان منهم وكان ملك دارا اثنتي عشرة سنة * ثم ملك من بعده ابنه دارا بن دارا بن بهمن وكانت أمه ماهيا هند بنت هزار مرد بن بهرادمه فلما عقد التاج على رأسه قال لن ندفع أحدا في مهوى الهلكة ومن تردى فيها لم نكففه عنها وقيل إنه بنى بأرض الجزيرة مدينة دارا واستكتب أخابيري واستوزره لأنسه كان به وبأخيه فافسد قلبه على أصحابه وحمله على قتل بعضهم فاستوحشت لذلك منه الخاصة والعامة ونفروا عنه وكان شابا غرا حميا حقودا جبارا * وحدثت عن هشام بن محمد قال ملك من بعد دارا بن أردشير دارا بن دارا أربع عشرة سنة فأساء السيرة في رعيته وقتل رؤساءهم وغزاه الإسكندر على تإفة ذلك وقد مله أهل مملكته وسأموه وأحبوا الراحة منه فلحق كثير من وجوههم وأعلامهم بالإسكندر فأطلعوه على عورة دارا وقووه عليه فالتقيا ببلاد الجزيرة فاقتتلا سنة ثم إن رجلا من أصحاب دارا وثبوا به فقتلوه وتقربوا برأسه إلى الإسكندر فأمر بقتلهم وقال هذا جزاء
(٤٠٨)