يدعون الله خارجا وهم يقولون اللهم أجب اليوم عبد ك فإنه قد اعتصم بك وحدك ولا تخل بينه وبين عدوك واذكر حبه إياك وفراقه أمه وجميع الخلائق إلا من أطاعك فألقى الله على اسا النوم وهو في مصلاه ساجدا ثم أتاه من الله آت والله أعلم فقال يا أسا ان الحبيب لا يسلم حبيبه وإن الله عز وجل يقول إني قد ألقيت عليك محبتي ووجب لك نصري فأنا الذي أكفيك عدوك فإنه لا يهون من توكل على ولا يضعف من تقوى كنت تذكرني في الرخاء وأسلمك عند الشدائد وكنت تدعوني آمنا وأنا أسلمك خائفا ان الله القوى يقول أنا أقسم ان لو كابدتك السماوات والأرض بمن فيهن لجعلت لك من جميع ذلك مخرجا فأنا الذي أبعث طرفا من زبانيتي يقتلون أعدائي فانى معك ولن يخلص إليك ولا إلى من معك أحد فخرج اسا من مصلاه وهو يحمد الله مسفرا وجهه فأخبرهم بما قيل له فأما المؤمنون فصدقوه وأما المنافقون فكذبوه وقال بعضهم لبعض ان اسا دخل أعرج وخرج أعرج ولو كان صادقا أن الله قد أجابه إذا لأصلح رجله ولكن يغرنا ويمنينا حتى تقع الحرب فينا فيهلكنا فبينا الملك يخبرهم عن صنع الله بهم إذ قدم رسل من زرج فدخلوا إيليا ومعهم كتب من زرج إلى اسا فيها شتم له ولقومه وتكذيب بالله وكتب فيها أن ادع صديقك الذي أضللت به قومك فليبارزني بجنوده وليظهر لي مع ما انى أعلم أنه لن يطيقني هو ولا غيره لانى أنا زرج الهندي الملك فلما قرأ اسا الكتب التي قدم بها عليه هملت عيناه بالبكاء ثم دخل مصلاه ونشر تلك الكتب بين يدي الله ثم قال اللهم ليس لي شئ من الأشياء أحب إلى لقائك غير أنى أتخوف أن يطفأ هذا النور الذي أظهرته في أيامى هذه وقد حضرت هذه الصحائف وعلمت ما فيها ولو كنت المراد بها كان ذلك يسيرا غير أن عبد ك زرجا يكابدك ويتناولك وفخر بغير فخر وتكلم بغير صدق وأنت حاضر ذلك وشاهده فأوحى الله إلى اسا والله أعلم أنه لا تبديل لكلماتي ولا خلف لموعدي ولا تحويل لأمري فاخرج من مصلاك ثم مر خيلك أن تجتمع ثم أخرج بهم وبمن اتبعك حتى تقفوا على نشز من الأرض فخرج اسا فأخبرهم بما قيل له
(٣٧٥)