من القوة ما أوتى داود أن قتل الأسد لقومه ولحق الذئب فشق شدقه وقتل جالوت الجبار وحده أو لعلك أوتيت من الملك والحكمة أفضل مما أوتى سليمان ابن داود رأس الحكماء إذ صارت حكمته مثلا للباقين بعده يا بنى انه ما يأتك من حسنة فانا أحظى الناس بها وإن تكن الأخرى فانا أشقاهم بشقوتك فلما سمعها الملك اشتد غضبه وضاق صدره فقال لها يا أمه إنه لا ينبغي أن آكل على مائدة واحدة مع حبيبي وعدوى كذلك لا ينبغي أن أعبد غير ربى هلمي إلى أمر إن أطعتني فيه رشدت وإن تركته غويت أن تعبدي الله وتكفري بكل آلهة دونه فإنه ليس أحد يرد هذا على إلا هو لله عدو وأنا ناصره لانى عبد ه قالت له ما كنت لا فارق أصنامي ولا دين آبائي وقومي ولا أترك ذلك لقولك ولا أعبد الرب الذي تدعوني إليه فقال لها الملك حينئذ يا أمه إن قولك هذا قد قطع فيما بيني وبينك رحمي وأمر بها الملك عند ذلك فأخرجوها وغربوها ثم أوصى إلى صاحب شرطته وبابه أن يقتلها إن هي ألمت بمكانه فلما سمع ذلك منه الأسباط الذين كانوا حوله وقعت في قلوبهم المهابة فأذعنوا له بالطاعة وانقطعت فيما بينهم وبينه كل حيلة وقالوا قد فعل هذا بأمه فأين نقع نحن منه إذا خالفنا في أمره ولم نجبه إلى دينه فاحتالوا له كل حيلة فحفظه الله وأباد مكرهم فلما لم يكن لهم عن ذلك صبر ولا على فراق دينهم قوام ائتمروا بأن يهربوا من بلاده ويسكنوا بلادا غيرها فخرجوا متوجهين إلى زوج ملك الهند يطلبون أن يستحملوه على أسا ومن اتبعه فلما دخلوا على زرج سجدوا له فقال لهم من أنتم قالوا نحن عبيدك قال وأي عبيدي أنتم قالوا نحن من أرضك أرض الشام وإنا كنا نعتز بملكك حتى ظهر فينا ملك صبي حديث السن سفيه فغير ديننا وسفه رأينا وكفر آباءنا وهان عليه سخطنا فأتيناك لنعلمك ذلك فتكون أنت أولى بملكنا ونحن رؤسهم وهى أرض كثير مالها ضعيف أهلها طيبة معيشتها كثيرة أنصارها وفيهم الكنوز وملك ثلاثين ملكا وهم الذين كان يوشع بن نون خليفة موسى سار بهم في البحر هو وقومه فنحن وأرضنا لك وبلادنا بلادك وليس أحد
(٣٦٩)