* حدثني إسماعيل بن المتوكل الأشجعي قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا عبد الله ابن واقد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال حدثنا أبو الطفيل لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاة تبوك نزل الحجر فقال أيها الناس لا تسألوا نبيكم الآيات هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث لهم آية فبعث الله تعالى ذكره لهم الناقة آية فكانت تلج عليهم يوم وردها من هذا الفج فتشرب ماءهم ويوم وردهم كانوا يتزودون منه ثم يحلبونها مثل ما كانوا يتزودون من مائهم قبل ذلك لبنآ ثم تخرج من ذلك الفج فعتوا عن أمر ربهم وعقروها فوعدهم الله العذاب بعد ثلاثة أيام وكان وعدا من الله غير مكذوب فأهلك الله من كان منهم في مشارق الأرض ومغاربها إلا رجلا واحدا كان في حرم الله فمنعه حرم الله من عذاب الله قالوا ومن ذلك الرجل يا رسول الله قال أبو رغال * فأما أهل التوراة فإنهم يزعمون أنه لا ذكر لعاد وثمود ولا لهود وصالح في التوراة وأمرهم عند العرب في الشهرة في الجاهلية والاسلام كشهرة إبراهيم وقومه * قال ولولا كراهة إطالة الكتاب بما ليس من جنسه لذكرت من شعر شعراء الجاهلية الذي قيل في عاد وثمود وأمورهم بعض ما قيل ما يعلم به من ظن خلاف ما قلنا في شهرة أمرهم في العرب صحة ذلك ومن أهل العلم من يزعم أن صالحا عليه السلام توفى بمكة وهو ابن ثمان وخمسين سنة وأنه أقام في قومه عشرين سنة * قال أبو جعفر نرجع الآن إلى ذكر إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وذكر من كان في عصره من ملوك العجم إذ كنا قد ذكرنا من بينه وبين نوح من الآباء وتأريخ السنين التي مضت قبل ذلك وهو إبراهيم بن تارخ بن ناحور ابن ساروغ بن ارغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشد بن سام بن نوح واختلف في الموضع الذي كان منه والموضع الذي ولد فيه فقال بعضهم كان مولده بالسوس من أرض الأهواز وقال بعضهم كان مولده ببابل من أرض السواد وقال بعضهم كان بالسواد بناحية كوثى وقال بعضهم كان مولده بالوركاء بناحية
(١٦٢)