اليوم وتارة توقد إلى هذه الغاية يقال لها مهر نرسيان واتخذ بالقرب من ابروان أربع قرى وجعل كل واحدة منها بيت نار فجعل واحدا منها لنفسه وسماه فرازمرا آور خذايان وتفسير ذلك اقبلي إلى سيدتي على وجه التعظيم للنار وجعل الآخر لزرا ونداذ وسماه زراونداذان والآخر لكارد وسماه كار داذان والآخر لما جشنس وسماه ما جشنسفان واتخذ في هذه الناحية ثلاث باغات جعل في كل باغ منها اثنى عشر ألف نخلة وفى باغ اثنى عشر ألف أصل زيتون وفى باغ اثنى عشر ألف سروة ولم تزل هذه القرى والباغات وبيوت النيران في يد قوم من ولده معروفين إلى اليوم وإن ذلك فيما ذكر إلى اليوم باق على أحسن حالاته وذكر أن بهرام بعد فراغه من أمر خاقان وأمر ملك الروم مضى إلى بلاد السودان من ناحية اليمن فأوقع بهم فقتل منهم مقتلة عظيمة وسبى منهم خلقا ثم انصرف إلى مملكته ثم كان من أمر هلاكه ما قد وصفت واختلفوا في مدة ملكه فقال بعضهم كان ملكه ثماني عشرة سنة وعشرة أشهر وعشرين يوما وقال آخرون كان ملكه ثلاثا وعشرين سنة وعشرة أشهر وعشرين يوما * ثم قام بالملك من بعده يزدجرد ابن بهرام جور فلما عقد التاج على رأسه دخل عليه العظماء والاشراف فدعوا له وهنؤوه بالملك فرد عليهم ردا حسنا وذكر أباه ومناقبه وما كان منه إلى الرعية وطول جلوسه كان لها وأعلمهم أنهم إن فقدوا منه مثل الذي كانوا يعهدونه من أبيه فلا ينبغي لهم أن يستنكروه فان خلواته إنما تكون في مصلحة للملكة وكيد للأعداء وأنه قد استوزر مهر نرسي بن برازة صاحب أبيه وأنه سائر فيهم بأحسن السيرة ومستن لهم أفضل السنن ولم يزل قامعا لعدوه رؤفا برعيته وجنوده محسنا إليهم وكان له ابنان يقال لأحدهما هرمز وكان ملكا على سجستان والآخر يقال له فيروز فغلب هرمز على الملك من بعد هلاك أبيه يزدجرد فهرب فيروز منه ولحق ببلاد الهياطلة وأخبر ملكها بقصته وقصة
(٥١١)