وكان اسمه الحارث قال وكان خازنا من خزان الجنة قال وخلقت الملائكة كلهم من نور غير هذا الحي قال وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا لهبت قال وخلق الانسان من طين فأول من سكن الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضا قال فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة فهم هذا الحي الذي يقال لهم الجن فقاتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال فلما فعل إبليس ذلك اغتر في نفسه وقال قد صنعت شيئا لم يصنعه أحد قال فاطلع الله على ذلك من قلبه ولم تطلع عليه الملائكة الذين كانوا معه * حدثنا المثنى قال حدثنا إسحاق بن الحجاج قال حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع بن أنس قال إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء وخلق الجن يوم الخميس وخلق آدم يوم الجمعة قال فكفر قوم من الجن فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم فكانت الدماء وكان الفساد في الأرض ذكر السبب الذي به هلك عدو الله وسولت له نفسه من أجله الاستكبار على ربه عز وجل اختلف السلف من الصحابة والتابعين في ذلك فقد ذكرنا أحد الأقوال التي روى في ذلك عن ابن عباس وذلك ما ذكر الضحاك عنه أنه لما قاتل الجن الذين عصوا الله وأفسدوا في الأرض وشردهم: أعجبته نفسه ورأى في نفسه أن له بذلك من الفضيلة ما ليس لغيره (والقول الثاني) من الأقوال المروية في ذلك عن ابن عباس أنه كان ملك سماء الدنيا وسائسها وسائس ما بينها وبين الأرض وخازن الجنة مع اجتهاده في العبادة فأعجب بنفسه ورأى أن له بذلك الفضل فاستكبر على ربه عز وجل ذكر الرواية عنه بذلك * حدثنا موسى بن هارون الهمداني قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدى في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن
(٥٧)