ذكر الاحداث التي كانت بين نوح وإبراهيم خليل الرحمن عليهما السلام قد ذكرنا قبل ما كان من أمر نوح عليه السلام وأمر ولده واقتسامهم الأرض بعده ومساكن كل فريق منهم وأي ناحية سكن من البلاد كان ممن طغا وعتا على الله عز وجل بعد نوح فأرسل الله إليهم رسولا فكذبوه وتمادوا في غيهم فأهلكهم الله هذان الحيان من ارم بن سام بن نوح أحدهما عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح وهى عاد الأولى والثاني ثمود بن جاثر بن ارم بن سام بن نوح وهم كانوا العرب العاربة (فأما عاد) فإن الله عز وجل أرسل إليهم هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح ومن أهل الأنساب من يزعم أن هودا هو عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح وكانوا أهل أوثان ثلاثة يعبدونها يقال لأحدهما صدا وللآخر صمود وللثالث الهباء فدعاهم إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة دون غيره وترك ظلم الناس فكذبوه وقالوا من أشد منا قوة فلم يؤمن بهود منهم إلا قليل فوعظهم هود إذ تمادوا في طغيانهم فقال لهم (أتبنون بكل ريع آية تعبثون: وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين. فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون. أمدكم بأنعام وبنين. وجنات وعيون. إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) فكان جوابهم له أن قالوا (سواء عليا أو عظت أم لم تكن من الواعظين) وقالوا له (يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) فحبس الله عنهم فيما ذكر القطر سنين ثلاثا حتى جهدوا فأوفدوا وفدا ليستسقوا لهم فكان من قصتهم ما حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو بكر بن عياش قال حدثنا عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان البكري قال قدمت على رسول الله
(١٥٠)