السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام فقال (الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون) وقال تعالى ذكره (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين. ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين. فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى) الآية ولا خلاف عند جميع أهل العلم أن اليومين اللذين ذكرهما الله تبارك وتعالى في قوله " فقضاهن سبع سماوات في يومين " داخلان في الأيام الستة اللاتي ذكرهن قبل ذلك فمعلوم إذ كان الله عز وجل إنما خلق السماوات والأرضين وما فيهن من ستة أيام وكانت الاخبار مع ذلك متظاهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن آخر ما خلق الله من خلقه آدم وأن خلقه إياه كان في يوم الجمعة * إن يوم الجمعة الذي فرغ فيه من خلق خلقه داخل في الأيام الستة التي أخبر الله تعالى ذكره أنه خلق خلقه فيهن لان ذلك لو لم يكن داخلا في الأيام الستة كان إنما خلق خلقه في سبعة أيام لا في ستة وذلك خلاف ما جاء به التنزل، فتبين إذا إذ كان الامر كالذي وصفنا في ذلك أن أول الأيام التي ابتدأ الله فيها خلق السماوات والأرض وما فيهن من خلقه يوم الأحد إذ كان الآخر يوم الجمعة وذلك ستة أيام كما قال ربنا جل حلاله * فأما الأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه بأن الفراغ من الخلق كان يوم الجمعة فسنذكرها في مواضعها إن شاء الله تعالى القول فيما خلق الله في كل يوم من الأيام الستة التي ذكر الله عز وجل في كتابه أنه خلق فيهن السماوات والأرض وما بينهما اختلف السلف من أهل العلم في ذلك فقال بعضهم ما حدثني به المثنى بن إبراهيم
(٣١)