قد فرغ منه، وكذلك قول ابن إسحاق الذي ذكرناه عنه معناه أن الله خلق النور والظلمة بعد خلقه عرشه والماء الذي عليه عرشه وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رويناه عنه أولى قول في ذلك بالصواب لأنه كان أعلم قائل في ذلك قولا يحقيقته وصحته وقد روينا عنه عليه السلام أنه قال: أول شئ خلقه الله عز وجل القلم من غير استثناء منه شيئا من الأشياء انه تقدم خلق الله إياه خلق القلم بل عم بقوله صلى الله عليه وسلم أن أول شئ خلقه الله القلم قبل كل شئ إن القلم مخلوق قبله من غير استثنائه من ذلك عرشا ولا ماء ولا شيئا غير ذلك * فالرواية التي رويناها عن أبي ظبيان وأبى الضحى عن ابن ابن عباس أولى بالصحة عن ابن عباس من خبر مجاهد عنه الذي رواه عنه أبو هاشم إذ كان أبو هاشم قد اختلف في رواية ذلك عنه شعبة وسفيان على ما قد ذكرت من اختلافهما فيها وأما ابن إسحاق فإنه لم يسند قوله الذي قاله في ذلك إلى أحد وذلك من الأمور التي لا يدرك علمها إلا بخبر من الله عز وجل أو خبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكرت الرواية فيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القول في الذي ثنى خلق القلم ثم إن الله جل جلاله خلق بعد القلم وبعد أن أمره فكتب ما هو كائن إلى قيام الساعة سحابا رقيقا وهو الغمام الذي ذكره عز وجل ذكره في محكم كتابه فقال (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) وذلك قبل أن يخلق عرشه وبذلك ورد الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثنا ابن وكيع ومحمد بن هارون القطان قال حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن يعلى ابن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبى رزين قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء * حدثني المثنى بن إبراهيم قال حدثنا الحجاج قال حدثنا حماد
(٢٤)