دبرهم بعده ألون عشر سنين ثم بعده كيرون ويسميه بعضهم عكرون ثماني سنين ثم قهرهم أهل فلسطين وملوكهم أربعين سنة * ثم وليهم شمسون وهو من بني إسرائيل عشرين سنة ثم بقوا بغير رئيس ولا مدبر لأمرهم بعد شمسون فيما قيل عشر سنين ثم دبر أمرهم بعد ذلك عالي الكاهن وفى أيامه غلب أهل غزة وعسقلان على تابوت الميثاق فلما مضى من وقت قيامه بأمرهم أربعين سنة بعث شمويل نبيا فدبر شمويل أمرهم فيما ذكر عشر سنين ثم سألوا شمويل حين نالهم بالذل والهوان بمعصيتهم ربهم أعداؤهم أن يبعث لهم ملكا يجاهدون معه في سبيل الله فقال لهم شمويل ما قد قص الله في كتابه العزيز ذكر خبر شمويل بن بالى بن علقمة بن يرخام بن اليهو ابن تهو بن صوف وطالوت وجالوت كان من خبر شمويل بن بالى أن بني إسرائيل لما طال عليهم البلاء وأذلتهم الملوك من غيرهم ووطئت بلادهم وقتلوا رجالهم وسبوا ذراريهم وغلبوهم على التابوت الذي فيه السكينة وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون وبه كانوا ينصرون إذا لقوا العدو رغبوا إلى الله عز وجل في أن يبعث لهم نبيا يقيم أمرهم فحدثني موسى بن هارون الهمداني قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدى في خبر ذكره عن أبي مالك وأبى صالح عن ابن عباس عن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بنو إسرائيل يقاتلون العمالقة وكان ملك العمالقة جالوت وأنهم ظهروا على بني إسرائيل فضربوا عليهم الجزية وأخذوا توراتهم فكانت بنو إسرائيل يسئلون الله أن يبعث لهم نبيا يقاتلون معه وكان سبط النبوة قد هلكوا فلم يبق منهم إلا امرأة حبلى فأخذوها فحبسوها في بيت رهبة أن تلد جارية فتبدله بغلام لما ترى من رغبة بني إسرائيل في ولدها فجعلت المرأة تدعو الله أن يرزقها غلاما فولدت غلاما فسمته شمعون تقول الله سمع دعائي فكبر الغلام فأسلمته يتعلم التوراة في بيت المقدس وكفله شيخ من علمائهم وتبناه فلما بلغ الغلام أن يبعثه الله نبيا
(٣٢٩)